ميّادة الحنّاوي... حنجرة إستحضرت الطرب الأصيل إلى «بعلبك»

ميّادة الحنّاوي... حنجرة إستحضرت الطرب الأصيل إلى «بعلبك»

يُقال إنّ الطرب الأصيل حال انخطاف فكري يأخذ صاحبه إلى عمق ذاته مُنتشلاً أعمق المشاعر المتجسّدة صوتاً مبدعاً. وتحت أعمدة بعلبك الصامدة، انخطفَت المطربة السوريّة ميّادة الحنّاوي مُتنزّهةً بين تاريخ القلعة ورمزيتها، ومُسافرةً إلى وطنها المجروح، مُستمدّةً منه مشاعرَ لم تخرج من حنجرتها إلّا طرَباً أصيلاً، أعاد إلينا ساعات قليلة من زمن الفن الجميل، بعد 13 سنة انقطعَت فيها ميادة الحنّاوي عن لبنان وحرَمته فنّها الأصيل. وقفَت بعد سنوات انقطاع عن الحفلات بسبَب الحرب القاتلة لوطنها، لتعود من على مسرح مدينة الشمس، منتفِضةَ على العنف، وفكرُها ينخطف إلى مدينتها حلب، صادحةً صوتاً تعالى في الفضاء تعبيراً عن إحساسها. بعد انقطاع سنوات عن الحفلات بسبب الحرب التي تشهدها بلادها سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، أحيَت الفنانة السورية ميادة الحناوي الحفل الثالث ضمن ليالي مهرجانات بعلبك الدولية لهذا الموسم على مدرّجات معبد باخوس في القلعة الأثرية، وسط حضور لامسَ الثلاثة آلاف، حيث غنَّت لأكثر من ساعتين.هي آخِر عنقود زمن الإبداع، الذي استُحضر بصوتها من حلب النازفة إلى بعلبك الشامخة ليستقرّ في نفوس الحاضرين عنواناً للطرَب الأصيل، فغنّت «الحب اللي كان»، «نعمة النسيان» وغيرها.

ميريام سلامة المزيد
«شخص آخر»... صرخة روائية ضدّ العنف

«شخص آخر»... صرخة روائية ضدّ العنف

تُمثّل حادثة اختطاف تتعرّض لها طالبة شابة في ظروف غامضة العقدة الدرامية في رواية الكاتبة اللبنانية نرمين الخنسا «شخص آخر» (دار سائر المشرق)، مما يوحي بأنّ الرواية تنتمي إلى النوع البوليسي. غير أنّ قراءة متأنية لها تدحض هذا الاستنتاج، لتكشف عن مأساة إنسانية بطلتها فتاة قادها حظّها السيئ إلى الحياة في عالم متخبّط ينسحق فيه الإنسان كنملة تحت حجر. أن تكون لبنانياً يعني أن تصير «بطلاً» تراجيدياً. لعلّ هذا ما أرادت الخنسا أن تومئ إليه في روايتها «شخص آخر» حيث تقع عُلا، مهندسة ديكور شابة، ضحية عملية اختطاف، فتُسجن وتتعرّض لأصعب المواقف الإنسانية من دون أن تعرف سبباً لما يجري لها. فمن فعل يومي عرضي تختار الخنسا أن تنطلق في روايتها لتكشف حقيقة الحياة اللبنانية المسكوت عنها. ففي أثناء توجّه علا إلى بيت صديقتها، وهو حدث عابر، تجد الشابة نفسها محاطة بأشخاص ملثمين نزلوا من السيارة واقتادوها إلى داخلها لتُصبح مخطوفة من جهة مجهولة، قبل أن يُفرج عنها في النهاية على اعتبار أنها «شخص آخر». ففي بلد لا حسيب فيه ولا رقيب، قد يتحول أي إنسان إلى علا، الشخصية المحورية في الرواية.

مايا الحاج المزيد