لاهوت التحرير في العالم الكاثوليكي-الحلقة الثالثة
شكّلت الخلافات والمعارك حول القضايا اللاهوتية بين لاهوتيي التحرير في أميركا اللاتينية والفاتيكان أحد الصراعات الرئيسية داخل الكنيسة في القرن العشرين.
شكّلت الخلافات والمعارك حول القضايا اللاهوتية بين لاهوتيي التحرير في أميركا اللاتينية والفاتيكان أحد الصراعات الرئيسية داخل الكنيسة في القرن العشرين.
في الخمسينات كانت الكنيسة في أميركا اللاتينية تبحث عن وسائل مواجهة التجاوزات والظلم الملازم للنظام الرأسمالي من جهة، ووسائل مواجهة صعود الشيوعية من جهة أخرى، وذلك عبر تطبيق مبادئ عقيدتها الاجتماعية: إنشاء مؤسّسات رعاية اجتماعية، مراكز دراسات وتخطيط، إصلاح زراعي، اهتمام بقضايا التنمية... إلخ؛
مساء الثلاثاء 22 تشرين الأول/أكتوبر 2024 توفي في ليما بالبيرو الراهب الدومنيكاني غوستافو غوتييريز- ميرينو دياز (Gustavo Gutiérrez-Merino Díaz)، الفيلسوف واللاهوتي البيروفي، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز مؤسّسي لاهوت التحرير في أميركا اللاتينية.
على مدى جيلَين، جيل أواخر الستينات والسبعينات من القرن العشرين، ثم جيل العشرية الأولى والعشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين، على مدى هذَين الجيلَين تعرّض اللبنانيون لعملية استحواذ أو كما يُقال باللغة العامية تعرّضوا لعملية «أكل رأس» مضمونها أن التعاطف مع القضية الفلسطينية مشروط في لبنان بالدعم العسكري أساسًا حتى لو كان هذا الدعم، وهو كذلك، يفوق قدرة لبنان كدولة وككيان، ويذهب به إلى دمارٍ محتّم (ومحقّق كما نرى).
كان المشهد يتجاوز التأثّر والدموع والورود المنثورة على موكبه. كان لبنان كلّه حاضرًا في وداع الرائد محمد فرحات، ابن الجنوب الذي دُفن في تراب رشعين الزغرتاوية.
كلّا، لم يأتِ عبّاس عرقجي وزير خارجية إيران في ٤ تشرين الأول الجاري ليقف في وجه القرار الوطني التاريخي الذي عبّر عنه الرئيسان نبيه برّي ونجيب ميقاتي ووليد بك جنبلاط، من منبر مقرّ الرئاسة الثانية في ٢ تشرين الأول الجاري.
هكذا يُكتب التاريخ دائمًا، وهكذا أيضًا تُسجّل محطّاته الحاسمة. وكلّما فاض سيل الدم، وتفاقم المس بالديموغرافيا، زاد خطر
خُلقت الأقلام للكبار. الأقلام التي صنعت التاريخ. لأن التاريخ ليس من صنع المدافع فقط. وقد انهارت الإمبراطوريات وبقيت الكلمة. هكذا خطى الدهر على ما تمّ رسمه، لأنه بعد سكوت المدافع يجلسون حول موائد التفاوض ويكتبون.
في ستينات القرن الماضي كان الشيخ بيار الجمّيل، مؤسِّس حزب الكتائب اللبنانية يقف في مجلس النواب قائلًا: عندما يتمّ فصل مفهوم القومية عن الدين، يكون لنا كلامٌ آخر في موضوع الانتماء القومي للبنان.
لم يُخلق لبنان للركام. لركام النفوس أو ركام الأحجار. تاريخه يدلّ عليه، الحديث منه قبل القديم. لأن لبنانيي اليوم ليسوا بحاجة لاستحضار الماضي البعيد. حاضرهم الحديث يكفيهم للقول بأن وطنهم عصيٌ على الدمار. على الدمار بأنواعه المختلفة. وعصيٌ على الساحة التي استباحها الآخرون. وهي حتمًا في طريقها إلى الزوال.