الاستراتيجيّة الثقافيّة الوطنيّة: إمكان أم استحالة؟
إذا كانت رؤيتنا للدولة اللبنانية راسيةً على أسس وطنية، فهذا يعني – بالضرورة – أنها تتنافى والرؤى الفئوية سواءً أكانت طائفية أم مذهبية أم طبقية أم عنصرية أم قبلية أم إقطاعية. إن الرؤية الوطنية والاستراتيجية الثقافية، كلتيهما، حاجة ومطلب وسنّةُ تطوُّر. فهما بالتالي شأنان متلازمان، لا يصحّ معهما اعتبار أحد الشأنين منطلقاً والثاني نتيجة. فلا رؤية وطنية حقيقية ما لم تكن الاستراتيجية ثقافية في صميمها، ولا استراتيجية ثقافية ما لم تنهض على رؤية وطنية تُسقِط العصبيّات الابتدائية والولاءات الجزئية لمصلحة وحدة الحياة ووحدة المصير ووحدة المصالح العليا.