لا يمرّ الزمن الحلقة الرابعة عشرة
وقفا أمام نافذة غرفة الحراسة الخارجيّة، وألقيا التحيّة على حارسَين يجلسان فيها، فردّ أحدهما سائلًا عن حاجتهما.
وقفا أمام نافذة غرفة الحراسة الخارجيّة، وألقيا التحيّة على حارسَين يجلسان فيها، فردّ أحدهما سائلًا عن حاجتهما.
استمرّ نشاط عماد وميرا في التيّار الشعبي المستقلّ، ورافقهما زياد ومهى، فأصبحوا من أكثر المجموعات نشاطًا واستقطابًا للاهتمام. كما تابعوا دراستهم الجامعيّة باهتمام بالغٍ، وأحرزوا درجات مرتفعة في اختصاصاتهم.
اِنتهت السّنة الجامعية الثالثة، وحانت عطلة الصيف. وكانت عائلة عماد قد أنهت تأهيل البيت القروي وانتقلوا للإقامة فيه بشكلٍ دائمٍ بعد أن أنهى والده خدمته في الأمن الداخلي. وأصرّ عماد على ميرا أن تزوره في قريته، ويعرّفها هناك على عائلته بعد أن حدّثهم عنها طويلًا.
في اليوم التالي مساءً أطلعت والديها على رغبتها في الانضمام إلى التيّار الشعبي المستقلّ. قابلت والدتها هذه الرغبة بخشية وتوجّس.
وهما في طريقهما لحضور الاجتماع، أبلغها عماد أنّهما سيلتقيان المنسّق العام للتيّار، سامي البيطار قبيل انعقاد الاجتماع، بهدف التعارف.
واظب عماد على حضور اللقاءات ضمن التيّار الشعبي المستقلّ. أمّا هي، وبعد تجربتها الأولى، لم تجد نفسها متحمّسة إلى الانضواء ضمن مجموعة سياسيّة محدّدة.
مضت العطلة الصيفيّة، ودخلا الجامعة، كلٌ في اختصاصه. لكنّهما ما انقطعا يومًا عن الاتّصال أو الالتقاء ببعضهما.
اِنتهت السنة الدراسية، وتقدّما إلى الامتحانات الرسميّة، ونجحا بدرجةٍ عالية. وقرّر عماد أن يدخل كليّة الهندسة الميكانيكيّة، بينما قرّرت ميرا دخول كليّة الحقوق، فقد أغراها أن تصبح محامية تقف إلى جانب المظلومين وتُدافع عن حقوق المهمّشين.
اِنطلقت مباريات كرة السلّة بين ثانويات المحافظات، والفائز من كلّ محافظة يتأهّل إلى المباريات النهائيّة لإحراز بطولة لبنان. وثانويتهم مشاركة أيضًا، وقد استطاع مدرّب الرياضة في المدرسة أن يعدّ فريقًا متجانسًا، يلعب بمهارة عالية. وكان عماد لاعبًا فاعلًا فيه، فاختاره المدرّب ورفاقه قائدًا للفريق، نظرًا لمهارته العالية، وعلاقته الحسنة مع جميع لاعبي الفريق، وكونه في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية.
لاحظ والدا ميرا الاهتمام المستجدّ لابنتهما في تتبّع أخبار الوطن وأوضاعه. وهما لم يعرفا منها سوى تلك الفتاة الهادئة، المنصرفة إلى دروسها وهواياتها، وقضاء وقت ممتعٍ مع عددٍ قليلٍ من الصديقات.