لا يمرّ الزمن -الحلقة الثامنة والأربعون
في البرازيل. جاءه الجواب الذي ينتظره من صديقه زياد في لبنان:
في البرازيل. جاءه الجواب الذي ينتظره من صديقه زياد في لبنان:
أثناء وجود عماد في السجن، وفي إحدى الأمسيات، كان السيّد خورخي وابنته ماريا يجلسان إلى العشاء، دخل الحارس وأبلغه أنّ امرأةً تريد مقابلته، وهي تصرّ على ذلك، فطلب منه أن يدخلها. وما إن رآها حتّى تبدّلت هيئته، واحمرّ وجهه، وتغضّن جبينه، وظهر الغضب في عينيه.
قصدا، ليلة سبتٍ، كعادتهما الملهى في البلدة لقضاء سهرة مع الأصدقاء، وكانت إدارة الملهى قد أعدّت لهذه الأمسية مفاجأة، وهي اختيار أجمل ثنائي راقص.
ونفض عنه رداء الروتين، الذي طالما كرهه واعتبره عدوًّا له في حياته العمليّة، فأقبل على العمل بنشاطٍ أكبر، ورؤى أوسع. فأدار المصنع على خير ما يرام، واستطاع أن يزيد من الإنتاج، ويقلّل من المصاريف. وأصبح على اطّلاع بكلّ شاردة وواردة. حتّى أنّ السيّد خورخي ما عاد يستطيع التخلّي عنه ولو لوقت قصير.
عندما عادت إلى بلادها، ظلّا على تواصل يومي، وأخبرته حقيقة وضعها الصحيّ، وبعمليّة الزرع التي ستخضع لها، وأنّها لن تستطيع مكالمته لشهرٍ كاملٍ.
تقوم هذه الحرب البسيوكولوجية على الدعاية والدعاية المضادة، وتتبنّى استراتيجية التأثير المعنوي وتضييع الثوابت وتغيير الحقائق لتغيير السلوك الفردي والجماعي ونمط التفكير دون أن تعلن عن نفسها ودون أن يكون لها عنوان واضح مرئي أو تأثير مكشوف جلي بحيث تنخرط هذه العصافير المغرّدة بكلّ الأحزاب والتيّارات والصحف، غايتها إجهاد العدو معنويًا وتفكيك عناصر وحدته بتغييرات نفسية يمكن أن تمتدّ على مدى متوسّط أو بعيد.
زاد من نشاطه في العمل، والتزامه به. وفي أحد الأيام، أخبره نديم أنّ الموظّف المسؤول في العلاقات العامّة، قد قرُب موعد تقاعده، وأنّ الشركة بصدد البحثِ عن بديلٍ له.
اِنتقلت للإقامة في منزلها الجديد. اِعتادت أن تمرّ على والدتها كلّ يوم بعد الانتهاء من عملها، وكان ربيع يرافقها بعض الأحيان. ومساءً تعود إلى المنزل، وتتناول طعام العشاء، وتجلس قليلًا مع حماتها، ثمّ تأوي إلى غرفتها، أو تذهب في سهرة مع زوجها.
تباحث زياد مع مهى حول ما إذا كان من الضروريّ أن يخبر عماد بقرار ميرا الزواج من ربيع. صعُبَ عليه الأمر كثيرًا، فهو يدرك مدى التأثير القويّ الذي سيتركه هذا الخبر في نفسه.