زيارة قداسة البابا فرنسيس الثاني للولايات المتحدة قد تكون تاريخية لعدّة أسباب. فهي الزيارة الأولى لهذا البابا للولايات المتحدة ولكنها ليست الزيارة الأولى للمقام البابوي لهذا البلد. فقد سبقه البابا يوحنا الثالث والعشرين وبولس السادس وحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر. لكن ما يميّز هذه الزيارة عن الزيارات السابقة وقد يجعلها تاريخية هو فحوى خطابه الروحي والسياسي وسلوك الرجل وتواضعه والذي نعتقد أنه سيلاقي صدى كبيرا في وجدان الأميركيين. فمن جهة سيعتبر الديمقراطيون وفي مقدمّتهم الرئيس الأميركي أوباما أن القضايا التي يثيرها قداسته حول الفقر والتفاوت الاجتماعي والتغيير المناخي هي قضاياهم. أما الجمهوريون سيرون الفارق بين تواضع قداسته ونرجسية المرشح المتقدم أي دونالد ترومب وما يمثله من ثراء فاحش. فزيارة قداسته ستؤثر بالأميركيين سياسيا وروحيا حيث خطابه المنفتح على الناس وقضاياهم يلاقي ترحابا عاما. ونلفت هنا النظر أن اختيار الباب لأسم قديس عاش في عصر حملات الفرنج أو الحروب الصليبية كما يقولون في الغرب على العرب والمسلمين ومعروف أيضا بانفتاحه على الإسلام والمسلمين ليست في رأينا من الصدف. فالبابا يريد أن يقول إنه رسول الانفتاح على الجميع.