تتجاوز القدرة الشاملة لروسيا بأشواط قدرة أي من القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، على الأقل بحكم التراتبية في النظام الدولي الراهن. ويترتب على ذلك أن القوى الكبرى أقدر منطقياً وعملياً على التأثير في خيارات القوة الإقليمية، وأن التدخل الروسي في سوريا جاء بالأساس وفقاً لخطة روسية في العودة المحسوبة إلى المنطقة ضمن إطار توازنات النظام الدولي، التي تشهد تراجعاً أميركياً نسبياً. ومنذ التدخل الروسي في سوريا على الأقل، لم تعد الصراعات المحلية في ساحات الصراعات بالمنطقة حكراً على القوى الإقليمية، حيث ترسّخ البعد الدولي للصراعات المحلية بصورة أكثر كثافة، وهي نتيجة سياسية عميقة فاضت على حدود الجغرافيا السورية والصراعات فيها وعليها.