بين التجربة الشخصيّة والمذكرات الديبلوماسيّة
نلتقي اليوم حول كتاب ومؤلّف. الكتاب بعنوان
نلتقي اليوم حول كتاب ومؤلّف. الكتاب بعنوان
لا شكّ أنّ النموّ الاقتصادي أمر حيويّ وحاسم في ارتقاء المجتمعات وتقدّمها. إنّه شرط لازم لأيّ تقدّم، إلّا أنّه وحده غير كاف. هناك عنصران ضروريان لتحقيق التنمية، الأول هو وجود رأس مال بشري يتمثّل في القدرات والطاقات الإنتاجية القائمة على الاقتدار المعرفي والمهني، والذي يرتكز أساساً على ثقافة الإنجاز. أما العنصر الثاني، فهو تحقيق تنمية مجتمعية، أي تنمية تحيلنا على خصائص المجتمع (بناه، ثقافته، حصانته، عافية مؤسّساته، علاقاته). وهذا هو المشروع المجتمعي.
تحدثت العضو في المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع في لبنان الزميلة ريتا شرارة إلى برنامج ''بيروت اليوم'' على شاشة ''ام. تي. في'' عن تشريع الضرورة، وقانون الانتخاب ووضع الاعلام في لبنان.
يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بيروت الاسبوع المقبل، في زيارة يروّج الفرنسيون لأهميتها. لكن عملياً ماذا يمكن أن يحمل هولاند معه؟ كما كانت حاله عام 2012 حين زار لبنان في طريق رحلته الى السعودية، يحطّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيروت الاسبوع المقبل في طريقه الى عمّان. وبحسب الكلام الرسمي الفرنسي المعمّم حتى الآن، فإن الرئيس الفرنسي يريد إبداء دعمه للبنان واستقراره ودعمه في مواجهة النزوح السوري وارتدادات التطورات الاقليمية عليه.
نحن مواطنون ومواطنات، ولسنا رعايا لزعماء، ولسنا أبناء طوائف. لسنا أعضاء في عائلات روحية أو مادية. نحن مواطنون ومواطنات أفراد، القانون وحده يحدد حقوقنا وواجباتنا، وإرادتنا الحرّة والواعية وحدها تحدد خياراتنا السياسية. نحن مواطنون ومواطنات، ولأننا مواطنون، لا نرى إطاراّ ممكنا لتشكلنا السياسي والاجتماعي إلا من خلال دولة فعلية.
منذ اتفاق الطائف حتى يومنا هذا لم تُقدم القوى السياسية في لبنان على أي خطوة حقيقية بإتجاه بناء الدولة المدنية والخروج من الحسابات الطائفية. وإذا أردنا الفصل بين مرحلة ماقبل العام 2005 وما بعده (كما يحلو للبعض)، فنرى بأنَّ مرحلة ما بعد الخروج السوري لم تتغَير كثيرًا عن ما قبلها، حتى يمكننا القول بأنَّ بعض الملفات الأساسية في البلد كانت تُقَر بحكم القوة ولكنها تُقَر.
لزمت ظاهرة الاغتراب لبنان منذ فجر التاريخ وما زالت من ثوابته. هذا الاغتراب، أهو قدر الذين ولدوا على هذا الشاطىء الشرقي للمتوسط؟ أهو نعمة أم نقمة؟ أنحن ''أمة المفطورين على السفر، الأفق عندنا حاجة والتغرّب ضرورة'' كما كتب ميشال شيحا؟ الذين غادروا هذا الوطن، ما هي ظروف وخلفيات هجرتهم؟ ما هي احتمالات عودتهم؟
سأل شارل صديقه الشاب الخمسيني: لو عاد الزمن الى الوراء، هل تحمل السلاح من جديد وتقاوم؟ أجاب الشاب: أنا اليوم مسالم، ولكني لست مستسلماً. أرفض الحرب. اخشى قساوتها وهمجيتها. لا أريد ان أعيشها من جديد. ولا أريد ان أرى الخوف من جديد في دموع أمي، ولا ان أسمع بكاء شقيقتي الصغيرة. ولكن لكل قرار ظروفه. وإذا ما تكرّرت الظروف بشكل او بآخر ربّما اتّخذ القرار ذاته.
إيمانًا بلبنان وأهمية الحفاظ على العمل التشريعي ودَور مَجلِس النواب فيه، وانطلاقًا من نظرتي الموضوعية لأهمية تطبيق اتَّفاق الطائف بهدف استكمال بناء الدولة العصرية، أُبادر اليوم إلى طرح هذا التصوّر لقانون انتخابات يتناسب والواقع اللبناني ويُساهم بتصحيح التمثيل ويرفع الغبن عن جميع الطوائف ويرفع نسبة تمثيل إجمالي المُقترعين في المجلس النيابي إلى أكثر من ٩٠%.
عندما خرج عجز الدولة عن حدود العقل والمنطق في القيام بأقل واجباتها، وعندما أصبحت النفايات تملأ الشوارع والساحات مهددة للسلم الأهلي بكوارث بيئية، كما أنه عندما إرتفعت الصرخة عاليًا بأنَّ عبثًا ما يسود تركيبة الدولة من ساسها إلى رأسها كما يقول المثال، خرج بعض الغيورين على الوطن يدخل بينهم بعض قدامى الأحزاب والناشطين تحت مسمى المجتمع المدني مطالبين بالثورة على النظام. وبما أنَّ كل لبناني يعتبر نفسه مسؤول منذ ولادته والسياسة تشكل خلية من خلايا دمه، أصبح المجتمع أكثر وعيًا وتعقلًا لما يدور في أروقة دولته التي حرمه أكثر مسؤوليها حقوقه بالحياة.