أمَا كان بيان الأزهر قمة ما يمكن أن تعلنه القمة العربية وتُفَعِّلَه؟
هل العالم يسير الى الأحسن أم الى الأسوأ؟ وما هو بالتحديد وضع الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية؟ وهل كان بيان القمة العربية على مستوى التحديات؟
هل العالم يسير الى الأحسن أم الى الأسوأ؟ وما هو بالتحديد وضع الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية؟ وهل كان بيان القمة العربية على مستوى التحديات؟
يقولُ الفَيلسوفُ الإغريقيّ أفلاطون:
حضرة قادة الدول العربيَّة الكرام، تحيَّة وبعد، لن أتوجّه إليكم بتلك اللغة العربيَّة التقليديَّة، بل بلغة شاب لم يعد يرى في العروبة أي مستقبل، بلغة أستاذ جامعي يفحمه طلابه، من لبنانيّين وسوريّين وفلسطينيّين، بكفرهم بالعرب وخجلهم من كلمة عربي، بلغة باحث يحتاج، في كلّ مرّة عند زيارته لعاصمة عربيَّة من أجل المشاركة في مؤتمر أو ورشة عمل أو فريق بحثي، لممستندات وأوراق جمّة من أجل الحصول على تأشيرة دخول غالبًا ما تكون لمرة واحدة مُرفقة بموافقة أمنيَّة.
شهدت تركيا في الربع الاول من القرن العشرين حركة اصلاحيه جريئه تمثلت بتحرير الاحوال الشخصيه من مرجعيتها الشرعيه، كما تمثلت باصلاحات اخرى جريئه على مستوى دار الافتاء.
على الرغم من شَيْطَنَة العديد من رجال الدين والسياسة لها، ومن مهاجمتها بشكل منهجي من قبل التيارات الدينيَّة، لاسيّما الإسلاميَّة المتطرّفة منها، لعقود وعقود، تعود العلمانيَّة لتبرز من جديد كطرح قادر لنقل مجتمعنا من الحالة الطائفيَّة إلى حالة المواطنة والمساواة.
منذ مئة عام كان العالم العربي يزخر بالقوميين الذين نظّروا وكتبوا في القومية العربية. هؤلاء شعروا بقدوم حدث جيوسياسي سيغيّر المنطقة، ألا وهو اقتراب سقوط السلطنة العثمانية
التجمّع الديمقراطي العلماني تبلور على أيادي أشخاص خاضوا فكراً يسارياً أصيلاً من جيل الستينيّات والسبعينيّات، هذه الحقبة العمرية والفكرية واكبت الأحداث التي شهدتها حرب لبنان، فتم النقاش حول مسألة عدم نجاح النظام الإشتراكي في لبنان رغم النضال لأجله منذ عقود فتوصّلوا إلى أن البلد المليء بالتخلف والمتجذر بالطائفية لا يمكن نقله إلى مرحلة الإشتراكية وبالتالي يجب خلق حالة مواطنة بداخله للوصول إلى الهدف المطلوب بعد مدّ جسور مفهوم العلمانية التي من خلال تطبيقها بشكل حقيقي يصبح بالإمكان الخروج من كنف الطائفية وتحقيق العدالة والمساواة والحرية وتوزيع الحقوق الإنسانية والإجتماعية.
نمارس في لبنان هواية الكذب السياسي في مجال مناقشة الحاجات الصحية المجتمعية ونختبئ وراء مبادرات يفترض ان تكون شرعية قانونًا وهي في الوقت ذاته غير قابلة للتطبيق و بعض اقتراحات وزراء متحمسين غير قابلة للتطبيق، كما هنالك قرارات لمجلس الوزراء غير قابلة للتطبيق ايضًا، والمواطن العادي قبل مواجهته الامراض والحاجة الى الاستشفاء ينام على حرير الوعود ليكتشف من بعد انها وعود فارغة وغير قابلة للتطبيق.
منذ أيام التقيت صديقاً سوريًا معارضًا. فهو زائر دائم لبيروت. يحبّها. يعرف شوارعها. يحفظ أطباق مطاعمها الشهيّة. ولكنه يشتاق للكبّة الشامية. فهو من الشوام الأصليين والأصيلين. ولهجته الشامية محبّبة. أحياناً يتلقى في بيروت بعض أقراص الكبّة الشامية بواسطة أحد سائقي التاكسي. يرسلها إليه أهل أو أصدقاء لا زالوا يقيمون في العاصمة السورية. بالنسبة إليه إنها أفضل هدية. يحفظها بعناية. يحملها معه الى باريس. هناك يتناولها مع عائلته. وأحيانا يدعو بعض الأصدقاء السوريين لإقامة سكرة عليها. ويتحسّرون على ما أصاب بلدهم.
في الوقت الذي تعلو فيها أصوات طبول الحرب، ويثور فيه غبار الاستعداد للمعارك والتحضير للقتال، وترتفع درجة التوتر وتقترب ساعة الحسم والمواجهة، ويشتد الحصار ويلوح العدو مهدداً بالقوة والتدمير، ويتنافس المسؤولون في تصريحاتهم المتشددة، وتهديداتهم العنيفة، وتعميق مفاهيم الكراهية، وتكريس سياسة الهيمنة والاستعلاء، خاصةً بعد صدور تقرير مراقب الكيان حول نتائج عدوانه على قطاع غزة صيف العام 2014، والذي كشف بوضوح عن تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية، وتزايد قدراتها العسكرية والأمنية، ونجاحها في تحقيق اختراقاتٍ نوعيةٍ، الأمر الذي جعل من استعادة هيبة جيش العدو أمراً ملحاً، ليحافظ على صورته، ويستعيد مكانته التي كانت له، والثقة الكبيرة التي كان يتمتع بها.