رداء عثمان
كما يُطْوى علم الوطن عند إيواء جثمان البطل إلى رخامه الأخير، تخيّلت جلباب المهابة الذي غادره جسده بعد عِشْرة تخطّت السبعين، وقد طوي بعناية رجال القانون، تحيّة لصاحبه الذي وهب علمه وعبقريته ومناقبيته لمهنة وجد فيها
كما يُطْوى علم الوطن عند إيواء جثمان البطل إلى رخامه الأخير، تخيّلت جلباب المهابة الذي غادره جسده بعد عِشْرة تخطّت السبعين، وقد طوي بعناية رجال القانون، تحيّة لصاحبه الذي وهب علمه وعبقريته ومناقبيته لمهنة وجد فيها
صباح يوم الجمعة، حركةٌ، زحمةُ ناس من مختلف الأطياف والجنسيات يتهافتون ويتجولون في ردهة المطاعم الخاصة بالمطار. أصواتهم كسرت سكون الصباح؛ صوتُ حقائب تزحف نحو الطائرة وسعال بعض السيدات اللواتي جلسن على مقربة مني رنَّ في ثقب أذنيّ. بكاء أطفال باءت محاولاتهم بالفشل لشراء ألعاب صُفّت على الجهة المقابلة وقهقات شبانٍ قد افترشوا جانباً، علَت رويداً رويداً.
لا زلت مقتنعًا تمام الاقتناع أنَّ حالة الفضاء العربي، بما تتضمّنه من مخاض وآلام قد تصل أحيانًا حدّ اليأس والرغبة بالانتحار، تحمل في ثناياها بذور نهضة جديدة خاصَّة فيما يتعلَّق بمسألة الحريَّات والعلمانيّة.
بدأ الخلط بين مفهومَيْ اللّيبراليّة والديموقراطيّة في أواخر القرن التاسع عشر. لكنّه ظلّ محدودًا ومحصورًا في أوساط سياسيّين غربيّين في مجرى صراعهم ضدّ الماركسيّة في بداية انتشارها في العالَم. بحثوا عن
هناك على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط تقع دولة مساحتها 10452 كم2، وتضمّ 18 طائفة، جيش رسمي واحد، إنه لبنان سويسرا الشرق سابقا...واسمحوا لنا بالقول: غابة الشرق في هذا الزمان. في وطننا تعدّدت الأسباب والموت واحد. فمن هم في ربيع العمر يقضون نحبهم من دون سابق إنذار، حتى أولئك الرضع لم يسلموا من سمّ الحياة في رحم هذا الوطن.
يحيل العنوان المسطَّر أعلاه إلى مجموع الديناميّات الدينيّة التي عرفها العالَم العربيّ والإسلاميّ بدءاً من منتصف تسعينيّات القرن المُنصرم، وهو ما لخّصه
رَأَينا في مجتمعنا اللبناني رجالًا ساعدتهم ظروف الحرب الأخيرة لصناعة زعامة وطنية ورَأَينا رجالًا يتحدّرون من عائلات كبيرة ورثوا زعامتها.
تكيّف فخامة رئيس الجمهورية مع تعثّر تشكيل الحكومة قبل الاحتفاء بمرور سنتَين على ولايته، فعدل عن توجيه رسالة تقليدية تكرّرت معانيها عبر عشرات السنين إلى لقاءٍ حميم صغير، مع صحافيين منتقين، طرحوا عليه أسئلة منتقاة، ربما هو الذي اختارها -حسب زعمي- لكي يتمكنّ من توضيح أمورٍ لم يكن المواطن يظنّ أنها ستكون بتلك التلقائية والعفوية؛ لم تكن الأسئلة مستفزّة، ولكنها لامَست مناطق ساخنة، أجاب عنها الرئيس بهدوء غير معهود، وبصراحة خلعت عنها التحفّظ.
سألني ابني البكر عن كيفية تراجع الدور المسيحي في لبنان وعما إذا كان ما يسمّى باتفاق الطائف هو المسؤول عن أفول شمس المارونية الثقافية وأعني ما أقول بالثقافية بدل السياسية وللموضوع تتمة؛
كلّ مرّة نطرح فيها موضوع الشيخوخة وضماناتها في لبنان، نجد أنفسنا نكرّر الأفكار ذاتها التي تصبّ باتجاه مسؤولية الدولة في هذا المجال، وغياب أي خطة أو مشروع قابل للتنفيذ سعيًا لإنقاذ هذه الشريحة الواسعة من اللبنانيين التي لا تجد لها بابًا مطَمْئِنًا تدخل منه يحقّق لها أمنًا اجتماعيًا دائمًا.