مأتم جمهورية
إنها الجمهورية الثانية، وعدت أمها الجمهورية الأولى أن تزورها في السنة مرةًّ، زارتها في مدفنها وأحضرت معها فكر ميشال شيحا وشارل مالك بدل الورود، الماء والقمح كما جرت العادة عندنا نحن للبنانيين عندما نزور موتانا. لم يكن معها معطفٌ يرد الجليد الذي سكنها، بل كان لديها جرابٌ مليئٌ بالشفقة على الشعب المسكين الجائع الضائع. ككلّ القبور في الجمهوريات المجاورة نبتت على حاشية القبر الأعشاب الطفيلية التي غطّت أهوال الحرب الأهلية، تجمّعت الفضلات البلاستيكية التي حملتها رياح إهمال المسؤولين.