الفلسطينيون والحراك الشعبي اللبناني
حسنًا فعل الإخوة الفلسطينيون في لبنان بعدم مشاركتهم إلّا لمامًا في الحراك الشعبي اللبناني الأخير، وذلك لما فيه مصلحتهم ومصلحة علاقتهم بالسلطة اللبنانية من جهة، ومصلحة الحراك نفسه من جهة أخرى، خاصة وأن
حسنًا فعل الإخوة الفلسطينيون في لبنان بعدم مشاركتهم إلّا لمامًا في الحراك الشعبي اللبناني الأخير، وذلك لما فيه مصلحتهم ومصلحة علاقتهم بالسلطة اللبنانية من جهة، ومصلحة الحراك نفسه من جهة أخرى، خاصة وأن
كان من مصلحة هذه الوصاية أنْ تكرّس معادلات هيمنتها التي تقوم على تكريس هزيمة المارونيّة السياسيَّة، وتعزيز مواقع حلفائها الذين كانوا في غالبيتهم من أطياف الإسلام السياسي (السنّي والشيعي والدرزي). لن أخوض غمار البُعد السياسي هنا، بل سأذهب مباشره للبُعد الاقتصادي. مشكلة اقتصاد لبنان ما بعد 1990 أنّه لم يكن له أرضيَّة ينطلق منها.
اِنتشر انتشارًا واسعًا استخدامُ عبارة
بغض النظر عمّا هو موقفك منهم، ومن مسيرتهم، لا يمكن لك، وأنت الباحث في تاريخ لبنان المعاصر، إلّا أنْ تنصت باحترام وبشغف، وبنظرة نقديَّة حتّى، لتجربة اليسار اللبناني، ولقيام بعض من أركانه بعمليّة نقدٍ ذاتي، ومحاولته فهم الواقع الحالي على ضوء هذه التجربة وهذه العمليَّة النقديّة.
كنتُ برفقة الشيخ بشير الجميّل يوم الْتقيتُ، لأوّل مرّة، بالدكتور شارل مالك. لا أذكر التاريخ. ولكنّ الاجتماع حصل في زمن المقاومة اللبنانيّة، وفي أعنف ظروفها. وبعد ذلك صِرنا، ثلاثتنا، على تواصلٍ دائم.
سنةٌ عابثة، فقدنا فيها الكثيرين، فقدنا من لا نعرف عنهم سوى أسماء وتفاصيل قد ننساها فور معرفتها، وفقدنا العزيز والقريب والصديق، فقدنا الكثيرين، ولم يبقَ سوى القليلين من الأحبّاء، والكثيرين من السفهاء، ومن يعرفني، يعرف أنني لا أتحمل الفقد، لا أتحمل الموت، لا أتحمل الغياب، لذلك كانت هذه السنة اختبار تحمل بالنسبة لي، وليس لدي أدنى فكرة إن كنت قد اجتزته أم لا!
يقول البعض إن المسيحية ليست دينًا ودنيا كما سائر الديانات بل هي ديانة روحية مجرّدة تعنى بأمور الخلاص والعلاقة بين الإنسان وخالقه، والأمور الأخيرة فقط. لقد جعل هذا الرأي الشائع المسيحية ديانة نظرية لا تعنى بشأن الناس، ولا تملك ما تقدّمه إليهم لتسيير حياتهم على الأرض.
بهيةٌ هذه الأرض (لبنان)، بهية عندما تلتف بشال الغيم والفرح الوردي، بهية ووجه الزرقة في خاصرة الماء، يا لنسمات الموج، يا للزبد الذي يحمل حكايات البحارة والمسافرين، ويبذر في جنبات القلب حبات الخرز الفضي، ويزرع لآلئه في بساتين العتمة المشدودة من عنقها إلى غابات الليل، كنت كلّما أحلّ ضيفًا على (لبنان) كفراش يأوي إلى ضوئه المنكسر من منشور القلب، حتى تتفتح كوة روحي وترخي للشمس ضفائرها الممتدة خلف سطوح الغمام، في (لبنان) لا شيء يشبه شيئا، لا وردًا كالورد، لا أغنيات... كالأغنيات...
عرفت المناطق اللبنانية، من خلال التعداد الديموغرافيّ العامّ، حسب إحصاءات رسمية أو شبه رسمية، هي الأكثر قربًا للواقع والمنطق، خلال مائة عامّ (1832-1932)، تطوّرًا سكانيًّا نوعيًّا وهامًّا، رغم كلّ الحوادث السياسية الكثيرة، والتغييرات الاجتماعية الكبيرة، منذ عهد الأمير بشير الشهابيّ الثاني الكبير، مرورًا بنظام القائمقاميتين، ونظام متصرّفية جبل لبنان، وبالحرب العالمية الأولى المدمّرة وما تركت من تداعيات خطيرة على كافة المستويات وفي كافة المجالات، وصولًا إلى انبثاق دولة لبنان الكبير بعد نهاية الحرب، الحلم الرائع الذي بات أخيرًا حقيقةً ساطعة، وقد عمل اللبنانيون بجهد وتفانٍ وصمود مع بذل عظيم التضحيات، في سبيل تحقيق هذا الإنجاز التاريخيّ الكبير!
تعرض هذه الدراسة للتَّبدّل الاستراتيجي في الموقف السياسي السُّنّي من الكيان اللُّبناني، تعزيزًا لشرعيَّته ونهائيّته بوصفه وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه. وتُظهر مسار الاندماج التَّدريجي للطائفة السنّيّة في لبنان والقبول به ككيانٍ مُستقلّ.