انتفص يا شعب لبنان ضد الموت، والجوع، والانصهار المشبوه!
ثور يا شعب لبنان، ضد كلّ من ساهم في تدمير بنيتك التحتية، وتشرزم مجتمعك، وهدم اقتصادك، والنيل من أخلاقك، وجوع أولادك!
ثور يا شعب لبنان، ضد كلّ من ساهم في تدمير بنيتك التحتية، وتشرزم مجتمعك، وهدم اقتصادك، والنيل من أخلاقك، وجوع أولادك!
جلستُ وعددٌ من المعالجين الفيزيائيين نتبادل أطراف الحديث عن السياسة والتعيينات الإدارية الأخيرة في لبنان. والجميع كانوا من المخضرمين في هذه المهنة العلمية الشريفة. وبروح الصحافي والباحث عن المعلومة رحت أطرح أسئلتي وأحفظ الأجوبة.
تميّز لبنان عن محيطه العربي بحرّية الراي التي يكفلها الدستور وبحرّية الكلمة التي صنعتها الصحافة والصحافيين اللبنانيين منذ العام 1916 حين علّقت المشانق للصحافيين في ساحة الشهداء وعرف ذلك اليوم بيوم الصحافة، التي خاضت نضالات طويلة تكلّلت بإنتاج الجمهورية اللبنانية وببزوغ الاستقلال حيث تمّ رفع شأن الصحافة.
ضطرّنا فيروس الكورونا إلى النظر في الاختلال الأخلاقيّ الذي يضرب الأرض كلَّها من مشارقها إلى مغاربها. فالإنسان كائنُ الخير والشرّ يتساكنان في كيانه على تفاوتٍ في الغلبة. والتساكن عينُه تختبره المجتمعات والشعوب والأمم.
الذين شوَّهوا -ومستعدُّون عند تلقِّيهم الأَمر أَن يُشوِّهوا- وجهَ الحبيبة بيروت، لا يشوِّهون سوى الدولة والحكْم والحكومة، ولا يَـمَسُّون -ولن- أَيَّ ملمَح من حضارتها الخالدة.
يوم كتبوا في الدستور المعّدل أن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه، لم يكن من المتوقّع أن يبدو هؤلاء الأبناء بعد سنوات، نتيجة الصراعات الطارئة أو الدخيلة، كأنهم مجموعات متباعدة، متنافرة، ينقصها شرارة كي تشتعل فيما بينها، كما كاد أن يحصل منذ أيام، ويقودها أولياء أمر يتناتشون الحصص والتعيينات ومجالس الإدارة ومعامل الكهرباء
بدأت المخاوف الفعلية من القانون بالوقت الذي لم يجفّ حبره بعده، قانون قيصر هو قانون للإطاحة بنظام الأسد والتضييق على الدول الداعمة له... ومحاسبة القتلة... ومصير المعتقلين والمخفيين السياسيين لكي تبدأ الحلحلة السياسية.
لم تمضِ أيام معدودة على تظاهرات 6 حزيران حتى تفاجئنا مجدّدًا بتظاهرات كبيرة حصلت بتاريخ 11 حزيران وكانت تظاهرات التباسيه بطبيعتيها ودوافعها وشعاراتها لكونها كانت تحتوي مضمونًا مختلف عن التظاهرات الكبيرة التي عاشها الشعب اللبناني طوال فترة التظاهرات السلمية السابقة التي انطلقت منذ 17 تشرين حيث شكّلت تظاهرات حضارية مطلبية بكلّ معنى للكلمة.
الجوع وحَّدَهم، فخلَعوا استزلامهم وهرَعوا. أَداروا ظهورَهم إِلى مستعبدي حريتِهم، ووجوهَهم إِلى مريدي الحرّية، وهرَعوا.
شعار الفوضوية الثورية الأوّل: احرق الوطن وما فيه، على رؤوس من فيه! فوضى كاملة، وأحقاد شاملة... لتنتشر شريعة الغاب بين البشر، وليتفلّت الشارع من عقاله، وليكن الأقوى هو الأبقى!