هذا هو لبنانُ الذي هَزَّ العالَمَ...
تكاد لم تبقَ دولة صديقةٌ في العالم إِلا ارتجَّت في سلطتها وشعبها أَصداءُ انفجار مرفإِ بيروت.
تكاد لم تبقَ دولة صديقةٌ في العالم إِلا ارتجَّت في سلطتها وشعبها أَصداءُ انفجار مرفإِ بيروت.
أَرسلَت لي صديقةٌ غاليةٌ أُغنيةً مصوَّرةً للجزائري
لن نرحل كلّنا عن لبنان لأنّ قسمًا منّا لا يرغب بذلك، ولأنّ القسم الآخر لا يستطيع.
بعد كلّ ما حلّ بنا من مصائب في لبنان، ابتداءً من جرائم الحرب وصولًا إلى الجرائم المالية، من اختلاس المال العام ونهب مدّخرات الشعب، وإفلاس الدولة نتيجة سرقتها، إلى الاغتيالات، وآخرها جريمة الانفجار المروع ضد الانسانية، لم يكد يمرّ أسبوع على هذه الفاجعة، حتى فاجأنا بعض الإعلام اللبناني والإعلاميين، باِستعادة أساليبه المعتادة والخبيثة.
أعتذر عن الفوضى التي ستبعثر هذا النصّ يمينًا وشمالًا، مرورًا ببقايا أحلامٍ أودعها أصحابها في أضرحةٍ دافئة لتستلقيَ بسلامٍ حيث لا يمسّها خبث السماسرة...
لا أذكر مرحلةً من مراحل العمر، تقبَّلت فيها فكرة الزعامة والزعيم. فهي نقيضٌ للحرّية، أقدس ما نُعطى، بعد العقل. وتوحي بالتسليم الكلّي لرجلٍ أو فكرةٍ أو مجموعة. أو قبيلة.
اليوم تتراكم تذكارات الزالزل. أسبوعان مثل اليوم، على انفجار بيروت، وخمسة عشر سنة على انفجار 14 شباط 2005 واستشهاد الرئيس رفيق الحريري، الذي تُصدر المحكمة ذات الطابع الدولي اليوم حُكمها في قضيته.
تتهاطَلُ علينا كلَّ يوم من الشاشات أَخبارٌ وصُوَرٌ ومشاهدُ وتصاريحُ تتلاطَمُ وتتزاحَمُ وتتوالى وتتعالى حول زلزال المرفإِ، وجميعُها مثيرةٌ كلَّ نوع من الغضب واللعنة والقرف والثورة، والتسابقِ على سبَقٍ إِعلامي مشروع ومشكور من زميلات وزملاء في المحطَّات المُتابعة بِمِهنية عالية وتقنيات متطوّرة.
موازين القوى متحرّكة -والقضيّة التي تبدو خاسرة اليوم، يمكن أن تنتصر غدًا، مع تبدّل المعطيات الدوليّة، شريطة استمرار المقاومة، وعدم رفع الراية البيضاء تحت أيّ ظرف.
الثلثاء 14 تموز 1789: اِنفجرَت الثورة الفرنسية بهجوم الثوَّار الغاضبين على معتقل التعذيب في سجن الباستيل، وخلْعِهم بوابتَه، وإِنهائهم عهدًا طويلًا من التسلُّط في قصر ڤرساي، ظلُّوا يوجِّهون إِليه سهامهم الثائرة بتهمة الفساد، مَلِكًا وحاشيةً، حتى جرُّوا سيِّدة القصر ماري أَنطوانيت إِلى المحاكمة الثورية فالمقصلة التي انهالت على رأْسها بلا رحمة.