وداعًا مسعود
لم أتصوّر يومًا أن يحزنني رحيلك كما حصل اليوم، لا أدري ما السبب، أهو رحيلك المبكر أم المرض الذي سبّبه أم الظرف الذي يعيشه لبنان أم الحاجة إلى إمثالك اليوم.
لم أتصوّر يومًا أن يحزنني رحيلك كما حصل اليوم، لا أدري ما السبب، أهو رحيلك المبكر أم المرض الذي سبّبه أم الظرف الذي يعيشه لبنان أم الحاجة إلى إمثالك اليوم.
يصرف اللبنانيّون جهدهم سدًى في البحث عن حلولٍ موضعيّة للتأزّم السياسيّ البنيويّ العميق. بعضهم يستعجل تأليف الحكومة، وبعضهم الآخر يُصرّ على الانتخابات النيابيّة المبكِرة. وقلّةٌ تجرؤ فتنادي باستقالة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة. والحال أنّ جميع هذه السبُل لا تُفضي إلى الانفراج المنشود، إذ إنّ الإعضال اللبنانيّ بلغ مبلغًا قصيًّا أضحت عنده جميع التسويات أشبهَ بترقيعات نافلة.
تدرّج موقف البطريرك بشارة بطرس الرعي صعودًا منذ شهر تمّوز الماضي، ليعبّر أكثر فأكثر عن حالة الغضب الشعبي على فشل الدولة وفساد الطبقة الحاكمة وتعطّل آلة الحكم. بدأ البطريرك حملته بالاعتراض على إقحام لبنان في النزاعات الإقليمية رافعًا بكلّ جرأة شعار حياد لبنان، الذي لقي صدى واسعا لدى الأكثرية الساحقة من اللبنانيين.
صحيح، الياس؟ صحيح تعرف أَن تموت؟ لكم كنتُ أَنفي من ذاكرة غَدِنا أَن سيجيْءُ يومٌ ولا أَنت.
إذا كان المؤرّخ الدكتور قسطنطين زريق وصَفَ صانعي التاريخ قائلًا:
ظلَّ الدخان المتطاير من العَنْبر المنْسيّ يتساقط في المياه حتى تكَوَّنت الشُطْآن... شُطْآنٌ من رماد، تفوح منها رائحة الدم الممزوج بالطحين.
لا إعجاز في الحياة، بل اجتهادٌ يحتمل الخطأ والصواب. والصواب ليس مطلقًا، والخطأ ليس مميتًا.
قبل أن تعلّقوا الزينة في الشوارع، أضيئوا بيوت الفقراء، حاولوا أن تعيدوا البهجة إلى قلوب الصغار.
قاومتُ هذه الهزيمة طوال عمري. رفضتُ أن أصدّق ما أرى. كنتُ أضحك من نفسي، أخادعها، أراوغها، أقول لها إنّ لبناننا الحقيقي آتٍ ذات يوم وكلّ ما يصيبك عابر وطارئ وغريب، وليس لبنان.
كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون سيأتي اليوم ويغادر غدًا. منعته تلك الجرثومة التي سبق ووصفها بأنها لغز. ولكن السنة الحالية تغادر بعد أسبوع من دون ألغاز. إنها تغادر بحكم الزمان ومن دون استئذان البشر.