كميل شمعون: اِحتفاءٌ استثنائي برئيسٍ استثنائي
في ربيع 1954 كان كميل شمعون أَول رئيس لبناني يزور البرازيل، الوطنَ الذي يضمّ أَكثر الوافدين إِليه منذ مطالع الهجرة اللبنانية في الربع الأَخير من القرن التاسع عشر.
في ربيع 1954 كان كميل شمعون أَول رئيس لبناني يزور البرازيل، الوطنَ الذي يضمّ أَكثر الوافدين إِليه منذ مطالع الهجرة اللبنانية في الربع الأَخير من القرن التاسع عشر.
بالأمس، تصدّر حدثان وسائل الإعلام في لبنان والخارج الأوروبي.
أواخر ثلاثينيات القرن المنصرم ولم يكن مرّ سنواتٍ قليلة على تأسيسه، وصل حزب الكتائب اللبنانية إلى طرابلس: حمله إلى عاصمة الشمال مجموعةٌ من الشبان المسيحيين من طرابلس وقرى الشمال كانوا يدرسون أو يعملون في بيروت.
يوم زُرتُه في بيته (الأَشرفية 1976) كان في أَواخر تحضيراته لمغادرة لبنان وكنتُ في أَوائل عهدي رئيسَ القسم الثقافي في مجلة الحوادث.
لن يُصبحَ لبنان معاديًا لأميركا في أي حالٍ من أحوالهِ وفي أي حالٍ من أحوالها. إنّه عرفها وجرّبَها. عرفته وجرّبته. تركته طوال ستة عشر عامًا من عمر الحروب ما بين ١٩٧٥ و١٩٩٠. وتولّى الوزير السابق هنري كسينجر تنفيذ سياسية حصر النار في لبنان كما قال وكتب وليس إطفاءها، في تلك المرحلة الكالحة من تاريخ لبنان.
الأحد 12 أيلول 1982 اتّصل بي الرئيسُ بشير الجميّل يَسألُني إذا كنتُ أنهيتُ خِطابَ القسَم الذي كلّفني إعدادَه. تواعَدْنا على اللقاءِ في دارتِه في بكفيّا التاسعةَ من مساءِ الإثنين 13، أي عشيّةَ استشهادِه.
يا عشّاق تمثال الحرّية يؤسفني أن أعلمكم ان الولايات المتّحدة الأمريكية لن تقاتل دفاعًا عن عشّاقها ولن تبذل شبابها إلّا دفاعًا عن مصالحها وأنكم لن تكونوا من عشّاقها ما لم تملكوا السلاح والرجال والأرض والشرف المصان.
... على أَيِّ حال، أَرى أَنكَ انفصلتَ عن واقع لبنان اليوم ووضْع اللبنانيين المقهورين في حياتهم اليومية.
اِستمعت إلى فيديو يظهر الوزير السابق الدكتور إلياس سابا، وهو يدعو الناس إلى مهاجمة السياسيين في بيوتهم. وتلقيت اتّصالًا من أحد وجوه الثورة يشعرني بمدى يأسه من الحالة القائمة في وطننا.
لم يكن الانهيار الكبير في لبنان وليد لحظته. ولم يكن سببه ثورة ١٧ تشرين كما يحاول أن يصوّره البعض، متناسيًا أن الثورة، وإن كانت نتائج حراكها عقيمة، كانت جرّاء الغرق البطيء الذي تعود مسبّباته لعدّة عوامل وخيارات سياسية واقتصادية واجتماعية متراكمة لعقودٍ من الزمن.