غوصٌ في وشم الهجرة
وأنت تقرأ رواية (الكورة البرازيل ذهابًا... وإيابًا) للكاتب سليم ميغال الذي ترجمها عن البرتغالية يوسف المسمار وصدرت عن دار سائر المشرق للنشر، تتأكّد لديك حقيقة أن بعض الروايات تُقرأ وبعضها يُشاهد والبعض الآخر تفوح منه المشاعر وتدخل في نفسك فيكون لها وقعٌ عظيم يحرّك الساكن فيك. إن هذه الرواية كونها غوصًا في وشم الهجرة ووسم المآسي هي رواية قُدت من صور وعذابات إبحار فكانت بدايتها (نور) ونهايتها وفيات، أدرك الكاتب عمق الأغوار الذي قصده والده في مذكّراته فكانت هذه المذكّرات الأعصاب الحاسَّة والمحرّكة للرواية التي تقود في نهايتها إلى الوطن عند الاحتضار، ذكريات ترافق المولود إلى اللحد مهما كان اغترابه بعيدًا وطرقه متعرجة.