الازدواجية في الحياة المجتمعية تساهم في زيادة التخبّطات الفكرية والتي تتنافى مع مبدأ الشرع الأعلى للإنسان
يستوقفني المشهد عندما أستمع إلى أحد رجال السلطة أو المُقرّبين من الديوان الحاكم مُتحدّثًا عن أزمة الفقر وتداعياتها على المجتمع بينما يمتلك أحدث أنواع المركبات البرية والبحرية والجوية ويسكن في أفخم القصور ويضع العطور النفيسة والمنقوشة بالماركة الأجنبية، فيستفيض في حديثه عن المجاعة مُستعينًا بالعينات البشرية المسحوقة اجتماعيًا، ويُضيف بعضًا من الكلمات المُؤثّرة والجُمل الإنشائية التي تُحرّك المشاعر والعواطف لدى الرأي العام ويبدأ بمُهاجمة السلطة ويُحمّلها المسؤولية في مكافحة الفساد والقضاء على آفة المجاعة مُتقمّسًا إحدى الشخصيات التاريخية الثائرة بملامح الحزن والشفقة حتى تكاد تحسبه أحد أهمّ المُناضلين القدماء ضد الفقر والبطالة من شدة الانجذاب لحديثه.