عيد الصليب المحبوب في قرى العرقوب
يلوح في الأمد القريب، إنه جبل رشدبين المقابل لودياننا وتلالنا تقابله قرية متريت من الجهة الجنوبية، تنزلق الشمس بوادي بشكل سبعة بينهما كأنها طفل احمرت وجنتاه وهو يتزحلق في أخدودٍ حفره رفاقه ضمن الثلج المهيب.
يلوح في الأمد القريب، إنه جبل رشدبين المقابل لودياننا وتلالنا تقابله قرية متريت من الجهة الجنوبية، تنزلق الشمس بوادي بشكل سبعة بينهما كأنها طفل احمرت وجنتاه وهو يتزحلق في أخدودٍ حفره رفاقه ضمن الثلج المهيب.
مما لا شك فيه بأن الموضوع التربوي هو أيضًا من القضايا الشائكة وتعداد مشكلاته واقتراح الحلول لا ينتهي بسطور (وهو يحتاج لقرارات جريئة من المسؤولين لمناقشته وتصويبه...)
كان يزور القرية عندما لم يكن في المنازل سوى اللِحاف وسيلة للتدفئة والوقاية من برد الشتاء، أو قبل أحد أعراس الميسورين.
عقدان من الزمن، نسي فيهما ضيعته، رغم إنه في أول عقد كان يمضي فيها فصل الصيف كلّ عام، المدينة استهوته كالشاب الذي عشق فتاة ونسي أمه، ولم يتذكّرها إلّا ساعة المحنة.
كَثُرت في الآونة الأخيرة مقالات ثقافيّة معمّقة تحذِّر من تراجُع دَور لبنان في مجالات عدّة، وبخاصّة على المستوى الثقافيّ. ونُشرَت تقارير تربويّة تُظهِر مَنْح شهادات أكاديميّة مزوَّرة تُستخدَم في مؤسّسات مدنيّة وعسكريّة للترقّي الوظيفيّ. وأَغلقَت مؤسّسات إعلاميّة وفنيّة أبوابها في لبنان.
لسوء الحظّ، فإنّ بعض الأمور، مثل التخلّص من الوزن الزائد، لا يكون سهلًا مع التقدّم في العمر، إنما رؤية الرقم على الميزان ينخفض قد تكون أصعب من أيّ وقت مضى! فهل يمكن عكس هذا الواقع؟
لا نعلم إذا كانت الفلافل أول زِيفٍ قذفته المدينة في وجه قرية هانئة تربض بين الجبال لكن المؤكّد أنه تَتابَع استيراد مجون التطوّر ففقدت القرى عذريتها.
جنانٌ مترامية الأطراف، عابقةٌ بالمجد فوق الجبال، زادها الشموخ روعةً وجمالًا حتى أن الزائر الكريم يتأكد أنه في فراديس الخيال، إنها محمية أرز الباروك.
...ربما أتوا من أزقّة منسية أقل ما يُقال فيها بؤر الفقر والبؤس، لو سألت عنهم الأرصفة وأعشابها... أو الجسور وما تحتها...، وهياكل السيارات القديمة ومستوعبات القمامة! لأخبروا عن أنينٍ من تقرّحات في الأجساد وفي القلوب... لو سألت الشمس كم لفحت واحداً منهم لأخبرت بأن عددهم كاد يحجب نوره...!
تقطن الشمس صيفًا في (كروم العتاق، الشمشوم، مطر، عين أبو فيصل، العفص) تلفح العناقيد سحرًا، تفكّك شفاه الأشعة الرصد عن حبوبها كشفاه عاشق يتمتم لفكّ طلامس حبٍّ لا ينتهي.