«حزب الله» محشوراً: «تنازَلْ كِرمالنا يا جنرال»
من أيام حنا غريب، لم ترتفع وتيرة «الحراك المدني» ضدّ الحكومة إلى هذا الحدّ. والمثير هو توقيتها فيما يقترب «الكباش» السياسي مع العماد ميشال عون من «التنفيس». فهل هناك مَن يرى مصلحته في استمرار الحكومة تحت الضغط؟ وهل هذا يبرِّر شكوى منظّمي «الحراك» أنفسهم من وجود خروقات سياسية تحرفه عن مساره؟ في الأيام الأخيرة، ظهر أنّ هناك «تنفيساً» إجبارياً لأزمة العمل الحكومي والنيابي بأيّ شكلٍ من الأشكال، تجنّباً لانفجارٍ ممنوعٍ دولياً. ولذلك، تحرَّك الرئيس تمام سلام والوسطاء لاستعادة الحدّ الأدنى من عمل المؤسسات، ولو بـ»ما تيسَّر» وبـ»مَن حضر». ويقود النائب وليد جنبلاط وساطة على قاعدة التعادل: تحريك الحكومة والبرلمان معاً. وفي باريس، شرح للرئيس سعد الحريري، أهمية استمرار الحدّ الأدنى من الهدوء والتواصل والتنسيق مع «حزب الله». فكان الحريري متجاوِباً. واتفق الرجلان على تسهيل المخارج لـ»إدارة الأزمة» في غياب التسويات الكبرى، بدفع مِن الرئيس نبيه بري. قبل ذلك، كان بري وجنبلاط وضعا «حزب الله» في أجواء المخاطر من استمرار الفراغ والشلل حتى على «الحزب» نفسه، فبدا مقتنعاً بهذه الرؤية. وكان ردُّه: مستعدّون لتسهيل المخارج. لكنّ شرطنا هو عدم «كسر» حليفنا المسيحي العماد عون. فمن باب الوفاء والمصلحة، لن نسمحَ لأحد بإستفراده وسحقه.