الميثاق الجديد الميثاق الجديد
في فصل أخير من حياة منطقة في مئويتها الأولى بعد الحرب العالمية الأولى، ترفع المناعي على روح سايكس – بيكو، وتغيب الحلول. انه من دون أدنى شك زمن الأزمات والمتغيرات، وسيليه حتماً زمن التسويات. وتاريخياً، كتب على لبنان ألا يقبل على البحث في اعادة تجميع أوضاعه الا على الحامي وبعد حروب وويلات، ووفق مصالح الآخرين، أو وسط شلل قاتل وانهيار مخيف. لكن، ماذا عن اليوم؟ أليس من فرصة لقلب مثل هذا المشهد المؤلم؟ ان الأزمة الوجودية التي تعصف بلبنان، اضافة الى مصيرية انتظام عمل مؤسساتنا الدستورية والوطنية، تستدعي الشروع الفوري في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، يكون عنواناً لهذا التطور الجوهري في صلب عقدنا الوطني. واذا أردنا حقيقة أن نخرج من زمن العقم لندخل زمن الانتاج، فان الواجب يقتضي المعالجة البنيوية في أربعة محاور تترافق مع انتخاب الرئيس، تشكّل سلة متكاملة قادرة على كسر حلقة الجمود، وتعيد الدورة الديموقراطية الى مساراتها الطبيعية، وتعبِّد الطريق للدخول في مسار مئوية ثانية للبنان، أكثر ابداعاً وأكثر عدلاً وأكثر مناعة.