الشّخصيّات... بين القلب والقالب
''النّاجون''؛ روايةٌ تاريخيّةٌ، سياسيّةٌ واجتماعيّةٌ بامتياز، تسردُ أخبارَ الحربِ العالميّة الأولى وتأثيرَها في المجتمعِ اللّبنانيّ خصوصًا، مُظهِرةً تبدّلَ الوضعِ السّياسيّ السّائد في المتصرّفيّة وآثارَ هذا التّبدّلِ على الإنسان والإنسانيّة. وأثناءَ غرقي بين سطورِ هذه الرّواية، استحوذَ انتباهي أسلوبُ الرّاوي الكلاسيكيّ في إبراز أبطالِ روايتِه الواحدِ تلو الآخر. فلاحظتُ اعتمادَ الكاتبِ أربعَ وسائلَ للتّعريف بالشّخصيّات. فعمد إلى الإشارةِ إليها قلبًا وشخصيّةً حينًا، وأظهرها قالبًا وهيئةً حينًا آخر كما أنّه في أحيانٍ أخرى قدّمها لنا إمّا من خلال الوضع الاجتماعيّ الاقتصاديّ (الطّبقة الاجتماعيّة) أو من خلال المهنة والعمل، فلِمَ اعتمد الكاتب هذا التّنويع وما المقصود به؟