كتاب البطريرك السادس والسبعون تاريخ فرد وأمّة
عرفته فتى ثابت الجنان، نَذَرَ حياته ليحمل صخرة العبث، ولكنه يحملها بفرح ورجاء، وأجرؤ فأقول إنه ارتضى لنفسه صَلْباً يومياً على خشبة هذا الوطن، غير أنه صلب يؤدي الى ولادة مغايرة، فكأن جمعة الأحزان، كما يقول نيتشه، نعم نيتشه، تستحيل فصحاً مجيداً. ما تنازل قطّ عن مهمة صعبة أثقلت كتفيْه، فهو كمن يسكن الأنقاض فيما ترنو عيناه الى منازل النجوم، أوكسجين في وضع خاص - كلنا سجناء هذا الوضع - في الوقت الذي يعزف على قيثارة الأمل أغنية تكاد لا تميّز الفرح فيها من الألم!