­

Notice: Undefined index: page in /home/lbnem/domains/monliban.org/public_html/monliban/ui/topNavigation.php on line 2

تفاقُمُ الأزمات وزيادة التوتّر الاجتماعي والأمني

فيما عقدت جمعية المصارف اجتماعًا تدارست فيه الوضع الناشئ، وقع إشكالٌ أمام مدخل قصر العدل في بيروت، بين أهالي وأصدقاء الموقوفين في قضية اقتحام «بلوم بنك» محمد رستم وعبد الرحمن زكريا، وبين عناصر من الجيش حاولوا إبعاد المعتصمين عن مدخل القصر بما يمكن للقضاة والموظّفين من الدخول والخروج.

وعصرًا، تجدّد التوتّر وأقدم محتجّون على تكسير آلية تابعة للجيش اللبناني أمام قصر العدل، كما أقدموا على تحطيم سيارات للأمن العام الأمر الذي اضطرّ عناصر الجيش للردّ بإطلاق النار في الهواء لإبعاد المتظاهرين. وقام عددٌ من المحتجين بقطع الطريق واشعال النار بحاويات النفايات. (النهار)

اِرتفاع ملحوظ في سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى ما فوق الـ39 الف ليرة لبنانية، ولجوء مصرف لبنان إلى رفع سعر صيرفة 600 ليرة لبنانية دفعة واحدة لتحاكي الارتفاع المستمرّ في سعر دولار السوق السوداء، مع قفزة جديدة في أسعار المحروقات، وهستيريا في أسعار السلع والضروريات لمعيشة المواطن بأصنافها كلّها تقريبًا.

لكن بعض المعلومات أشارت إلى أنَّ التزام المصارف بالإضراب شمل الفروع فقط، إلّا أن الإدارات ظّلت تعمل بشكل طبيعي، داخل أبواب مغلقة، وأن مصرف لبنان يتعامل معها، والعمل مستمرّ بمنصّة «صيرفة». كما إنّ بعض المصارف اتّخذت قرارًا بالسماح للمواطنين بسحب الدولار من الصرّافات الآلية على سعر منصّة «صيرفة»، استنادًا للتعميم رقم 161. وبقيت عمليات السحوبات طبيعية برغم الإضراب الذي يشهده القطاع المصرفي.

ولاحقًا أفادت قيادة الجيش عن إصابة 4 عسكريين بعد تعرّضهم للرشق بالحجارة والاعتداء بالعصي من قبل متظاهرين قرب قصر العدل-بيروت، وتمّ توقيف عدد من مثيري الشغب.

وأفيد أن النيابة العامة التمييزية طلبت من تحرّي بيروت إحالة محضر التحقيق مع الموقوفَين في قضية الاقتحام على النيابة العامة الاستئنافية في بيروت للادّعاء بانتظار ترك الموقوفَين أو إحالتهما موقوفَين أمام قاضي التحقيق الأول.

معيشيًا أيضًا، صدر عن وزارة الطاقة والمياه -المديرية العامة للنفط اليوم، جدول تركيب أسعار المشتقّات النفطية، ارتفع فيه سعر البنزين بنوعَيه 6 آلاف ليرة، والمازوت 8 آلاف، والغاز 3 آلاف. وأوضح عضو نقابة أصحاب محطّات المحروقات جورج البراكس في السياق، أنه «لم يطرأ أي تغيير في ثمن المحروقات المستوردة، إنما الارتفاع في الأسعار جاء نتيجة احتساب سعر صرف الدولار في جدول اليوم على 38350 ليرة، عوضًا عن 38000 ليرة في الجدول السابق. (اللواء)

لم يسبق للبنان، وحتّى في أصعب المراحل التي عبرها، أن مرّ بمثل هذا الوضع الذي يعيشه في هذه الفترة، كما أنّه لم يشعر في أحلك ظروفه التي شهدها، بمثل ما يشعر به اليوم من يُتمٍ وغربة، جراء فقدانه العقل السياسي العاقل الذي يفكّر وطنيًا، ويقوده إلى برّ الأمان.

بلد متروك، تمعن في خنقه إرادات الانقسام والصدام التي تضافرت وتضامنت وتكافلت وتشاركت في رميه في حقل أزمات متتالية ومتناسلة من بعضها البعض، وكلّ أبواب معالجتها محطّمة عمدًا، وها هي تتسابق على زركه في زاوية استحقاقات مقفلة، ومفاتيحها ضائعة في رمال السياسة المتحرّكة.

ولعلّ أخطر ما في زمن الطرشان والعميان والنكران، هو أنّ درب معاناة اللبنانيين باتت محفوفة بالفلتان، وصارت الكلمة للصوص وقطّاع الطرق وديوك الأحياء و«شبيحة» الزواريب.

القوى الأمنية تعلن أنّها تقوم بما هو مقدور عليه، أو بشق النفس، أو بالأحرى باللحم الحي، جراء ضعف الإمكانات أو بمعنى أدق انعدامها، لحفظ الأمن والاستقرار، فيما الواقع على الأرض في منتهى الرعب؛ معدّلات الجريمة بلغت مستويات أكثر من مخيفة وتعمّ مختلف المناطق اللبنانية؛ جرائم قتل، تشليح، ابتزاز، سطو على منازل ومحال تجارية، سرقة سيارات وآليات من كلّ الأنواع، إتجار بالمخدّرات وبكلّ الموبقات والمنكرات، عصابات على عينك يا تاجر على الطرقات، تسرح وتمرح وكأنّها أقوى من الدولة. كلّ ذلك نتاج طبيعي في دولة مهترئة، ومؤداه الحتمي، كما بات يشعر كلّ لبناني، إلى الفوضى وبئس المصير.

في سياقٍ متّصل، وفيما شهدت العديد من المناطق اللبنانية أمس سلسلة تحرّكات شعبية احتجاجية اعتراضًا على تردّي الاوضاع المعيشية، حيث قُطعت العديد من الطرقات، دخل إضراب المصارف يومه الأول من الأيام الثلاثة التي أعلنتها جمعية المصارف استنكارًا للاقتحامات التي تعرّضت لها بعض المصارف من قِبل مودعين قررّوا أن يستردّوا ودائعهم بأيديهم بعدما ضاقت بهم السبل، ولم يجدوا نصيرًا لهم في قضيتهم، يحفظ لهم ودائعهم المسروقة في المصارف، ويعيدها إليهم.

إلى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية أوروبية لـ«الجمهورية»، أنّ سلسلة رسائل وجّهت من الفرنسيين وأعضاء من دول الاّتحاد الاوروبي، إلى القادة في لبنان، تلفتهم إلى أنّ الظروف الدولية أكثر من معقّدة جراء الحرب المستمرّة في أوكرانيا، وآثارها السلبية الشاملة على مستوى العالم. ولبنان بوضعه الراهن ظروفه صعبة جدًا، حيث بات أكثر قربًا من السقوط في كارثة مدمّرة. (الجمهورية)

الثلاثاء 20 أيلول 2022