أوسيب لبنان يتخوّف على الحرّيات الإعلامية ويدعو الصحافيين إلى نقد الخطاب السياسي
هنّأ الاتّحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان (أوسيب لبنان) صحافة لبنان بعيد شهدائها مؤكّدًا على دورها الوطني الريادي ومبديًا تخوّفه على واقع الحرّيات الإعلامية في لبنان. كما أبدى دعمه لمؤسّسة مهارات في رصدها الخطاب الإعلامي الانتخابي. وجاء في البيان:
"يعبّر الاتّحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان (أوسيب لبنان) عن حزنه حيال ما ورد في تقرير "مراسلون بلا حدود" عن تراجع الحرّيات الإعلامية في لبنان وانحدار لبنان إلى المرتبة 130 عالميًا أي بتراجعه 23 درجة عن السنة الماضية في مؤشّر حرّية الصحافة. وهذا يؤشّر إلى انحدار عام في الواقع السياسي في لبنان وإلى تراجع قيم الحرّية والديمقراطية والتعدّدية.
"إن الضغوط المتنوعة التي يتعرّض لها الإعلاميون في مختلف ميادين الرأي: صحافيون، مفكّرون، مغرّدون، مجتمع مدني، مدوّنون وغيرهم من شأنها أن تدفع لبنان أكثر فأكثر إلى أن يكون مجتمعًا سلطويًا فيفقد الخصائص التي ميّزته دومًا في أن يكون وطن الحرّيات والتعدّدية وهذا ما يهدّد موقّعه ورسالته ويزيد من انعزاله وتراجعه.
"إن حماية الحرّيات العامة والخاصة على تعدّدها هي من مسؤولية السلطات العامة، وإن تراجع هذه الحرّيات يبيّن أن هذه السلطات تقوم بالحدّ من هذه الحرّيات أو على الأقل لا تقوم بحمايتها، بينما المطلوب دعم المؤسّسات الإعلامية والعاملين فيها من كلّ النواحي المعنوية والمادية والقانونية خصوصًا في هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.
"ولاحظ الاتّحاد أن هناك منحى في الخطابات الانتخابية يتضمّن إثارة الأحقاد والنعرات وهذا يشكّل نوعًا من العنف الذي يمارس على الناخبين، وكان الأجدى بالمرشّحين عرض برامجهم ورؤيتهم لمستقبل الوطن واقتراح حلول للخروج من أزمته والعمل على تشجيع الشباب اليائس من الوضع الذي وصل وطنهم إليه.
"إن دور الإعلام في هذا المجال ليس فقط القيام بنقل التصريحات والوقائع، بل أن الدور النقدي للصحافيين هو أساسي من أجل تشكيل رأي عام واع ومدرك للوقائع، وباستطاعته تصويب مواقف السياسيين والمسؤولين في الشأن العام. لذلك على الإعلاميين أن يلعبوا دورهم الرقابي العام انطلاقًا من المصلحة العامة للمواطنين.
"يقف الاتّحاد إلى جانب "تحالف الإصلاح الانتخابي" وجمعيات المجتمع المدني التي تقوم بمراقبة الانتخابات، ويستغرب أشد الاستغراب موقف هيئة الإشراف على الانتخابات التي طالبت بوقف نشاط مؤسّسة مهارات التي ترصد الخطاب الإعلامي الانتخابي، وأن موقف الهيئة غير قانوني وغير مبرّر، وأن مثل هذه المواقف تنال من صدقيتها ومن الحرّيات الإعلامية في لبنان.
"إن الاتحاد إذ يهنّئ الصحافيين والإعلاميين بعيد شهداء الصحافة اللبنانية يستعيد ما ورد في عظة قداسة البابا الأحد الماضي الذي أشاد بدور الصحافيين ودافع عن الصحافة الحرّة وأثنى على وسائل الإعلام التي تعبّر بشجاعة عن "جروح الإنسانية".
الخميس 5 أيار 2022