غريو في بعبدا بدل اتّصال من ماكرون
وبينما الجمود السياسي الحكومي الداخلي على حاله، استمرّت المتابعة الرسمية لنتائج قمّة جدّة الفرنسية-السعودية في شقّها اللبناني. ولوحظ أن السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو قامت أمس بزيارة قصر بعبدا وإطلاع رئيس الجمهورية ميشال عون "بناءً على طلب الإليزيه" كما أفيد رسميًا، على أجواء الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولاسيّما زيارته إلى السعودية حيث أبدت المملكة التزامها مساعدة لبنان وضرورة العمل على تطبيق الالتزامات التي تمّ اتّخاذها.
وكان متوقّعًا أن يتّصل ماكرون بنفسه بعون بعدما أعلن ذلك عقب لقائه السبت الماضي ولي العهد السعودي. ووفق المعلومات الرسمية في بعبدا فإن غريو أكّدت في اللقاء مع عون "أن بلادها حقّقت الخطوة الأولى في هذا المجال، وأن السعودية ودول الخليج جاهزة أيضًا للقيام بالخطوات المطلوبة منها، لافتةً إلى أن على لبنان أن يقوم من جانبه بما عليه وأن يثبت صدقيته في التزامه الإصلاحات، لاسيّما منها الإصلاحات البنيوية التي تحتاج إلى أدوات عمل جدّية، لمواجهة هذه الأزمة العميقة".
وخلال اللقاء تحدّثت غريو مع الرئيس عون عن أولويات الإصلاحات، وشدّدت على الأهمّية التي يوليها المجتمع الدولي وفرنسا لإجراء الانتخابات النيابية والبلدية والرئاسية العام المقبل خصوصًا أن اللبنانيين ينتظرون هذه الانتخابات. (النهار)
وختمت المصادر بالقول إن استثناء رئيس الجمهورية من الاتّصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي، أحدث امتعاضًا واضحًا في أوساط بعبدا، برغم الإعلان بأن ماكرون سيتّصل به لاحقًا، واستلحاقه بزيارة سفيرة فرنسا لرئيس الجمهورية ببعبدا، ووضعه بنتائج مباحثات ماكرون مع ولي العهد السعودي، وما تقرّر بخصوص دعم ومساعدة لبنان.
وأثارت مصادر مطّلعة لـ"اللواء" أن غياب جلسات مجلس الوزراء عن الانعقاد قد يكون له تداعياته على المبادرة الفرنسية الأخيرة بشأن معالجة أزمة لبنان مع دول الخليج لاسيّما أن النقاط الإصلاحية التي يفترض أن تسلك مسارها عبر اجتماعات الحكومة وهذا الأمر ليس مبتوتًا بعد لجهة موعد هذه الدعوة.
سياسيًا، يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استبق الاتّصال الذي وعد به برئيس الجمهورية ميشال عون، بإيفاد السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو إلى القصر الجمهوري، حيث أطلعت رئيس الجمهورية "بناءً على طلب الإيليزيه، على أجواء الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس ماكرون، ولاسيّما زيارته إلى السعودية، حيث أبدت المملكة التزامها مساعدة لبنان وضرورة العمل على تطبيق الالتزامات التي تمّ اتّخاذها".
وأوضحت المصادر المتابعة أن إيفاد ماكرون للسفيرة في بيروت لا يلغي حصول الاتّصال بالرئيس عون عندما يرى الرئيس الفرنسي ذلك مناسبًا وأن الاتّصال سيحصل بين يومٍ ويوم. (اللواء)
المشهد السياسي ما زال يعيش مناخات الاختراق الفرنسي لجدار الأزمة الديبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، وترقّب ما سيحصل من خطوات في اتّجاه إعادة تطبيع هذه العلاقات بين البلدَين، في وقت بدا انّ هناك توجّهًا لتأكيد موقف خليجي جامع مما هو مطلوب من لبنان، مبنّي على الموقف السعودي-الفرنسي الذي اُعلن في ختام محادثات الرئيس إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، والذي يشدّد على "أهمّية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وأن لا يكون لبنان منطلقًا لأي أعمال إرهابية أو إجرامية تزعزع أمن المنطقة واستقرارها".
وقد أعلنت السعودية وسلطنة عمان هذا الموقف نفسه، في ختام محادثات ولي العهد السعودي مع سلطان عمان هيثم بن طارق، ويُتوقّع أن يصدر اليوم في ختام محادثات بن سلمان في دولة الإمارات العربية المتّحدة، ثم في ختام محادثاته لاحقًا في البحرين وقطر والكويت التي يجول عليها تباعًا.
وعلمت "الجمهورية" أنّ ما يُتّخذ من خطوات وترتيبات لبنانية وسعودية لتطبيع العلاقات بين البلدَين تأسيسًا على نتائج زيارة ماكرون للرياض والتواصل السعودي-الفرنسي الذي تمّ خلالها مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لن تبدأ ترجمتها عمليًا إلّا بعد إنهاء ولي العهد السعودي جولته الخليجية، ومن ثم انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي هذه الأثناء، توقّفت المراجع السياسية والديبلوماسية أمس عند مضمون البيان العُماني-السعودي المشترك الذي صدر في ختام زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى العاصمة العُمانية مسقط، وقبيل وصوله إلى دولة الإمارات العربية المتّحدة. وشدّد فيه الجانبان حول الشأن اللبناني، على "أهمّية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وأن لا يكون لبنان منطلقًا لأي أعمال إرهابية أو إجرامية تزعزع أمن المنطقة واستقرارها". (الجمهورية)
وعلى هذا الأساس، دخلت مقرّرات جدّة عمليًا في "غيبوبة" لبنانية تحت وطأة انعدام القدرة والنيّة على تطبيقها من قبل أركان الحكم والحكومة، على أن يبقى للرئيس ميقاتي "شرف الاستمرار بالمحاولة لتدوير الزوايا أقلّه في سبيل عودة مجلس الوزراء واتّخاذ بعض الإجراءات الحدودية المحدودة في مواجهة عمليات تهريب المخدّرات والممنوعات إلى دول الخليج"، كما نقلت مصادر مواكبة لحركته، لكنها توقّعت في المقابل أن تشتد وطأة الضغوط عليه من جانب "حزب الله" ربطًا للنزاع الحكومي مع قضية تحقيقات انفجار المرفأ "لاسيّما وأنّ المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار "رجع" بعد ردّ دعوى ردّه. (نداء الوطن)
الأربعاء 8 كانون الأول 2021