­

Notice: Undefined index: page in /home/lbnem/domains/monliban.org/public_html/monliban/ui/topNavigation.php on line 2

قرداحي يغمس لبنان في أزمة خطرة مع دول الخليج

سجّل تدهورٌ سريع وبالغ الخطورة في وضع لبنان الديبلوماسي مع دول مجلس التعاون الخليجي قاطبة واليمن منذرًا بما يشكّل أسوأ ازمة مذ بدأت تتصاعد تداعيات تمدّد وتعمق النفوذ الإيراني إلى لبنان عبر "حزب الله" الذي دأب على ممارسة سياسة منهجية لتسميم علاقات لبنان بالدول الخليجية ولاسيّما منها السعودية.

وفي ظل احتقان بات عمره يعدّ بالسنوات جاءت تصريحات قرداحي الأخيرة، أحد وزيرَي "تيّار المردة" في الحكومة، ولو سجّلت قبل شهر من تسلّمه مهمّاته الوزارية، لتشعل عاصفة الغضب الخليجية الأشد توهّجًا بما ينذر بعزل لبنان تمامًا هذه المرّة عن علاقاته الخليجية وما قد يرتّبه ذلك من تداعيات كارثية على مئات ألوف اللبنانيين العاملين في الدول الخليجية. إذ أن التصريحات المخدّرة والمهدّئة والتنصّل من تبعات تصريحات وزير الإعلام، لم تجدِ نفعًا في تبريد العاصفة، وبدا أن الإجراء الأقل المنتظر من لبنان الرسمي عبر حمل قرداحي إلى الاستقالة طوعًا أو إقالته لم يتّخذ بما قد يستتبع إجراءات خليجية قاسية تبدأ بالمجال الديبلوماسي، بعدما قوبلت الإجراءات الأولية في بعض العواصم الخليجية بمكابرة من وزير الإعلام وعدم إبداء الحكومة والعهد الاستعداد الكافي لاتّخاذ اجراء يوازي حجم العاصفة ويمنع تدحرجها.

لكن قرداحي ردّ على العاصفة قائلًا إنه "لا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه". وقال: "عندما يطالبني أحد الوزراء بالاستقالة أقول إنني جزءٌ من حكومة متكاملة ولا يمكنني اتّخاذ قرار وحدي "مشيرًا إلى أن "مواقفي في تلك الحلقة تجاه سوريا وفلسطين والخليج العربي هي آراء شخصية ولا تلزم الحكومة، وبما أنني وزير في الحكومة أنا ألتزم سياستها". وقال إن لديه الشجاعة الأدبية "للاعتذار عن خطأ ارتكبته أثناء وجودي في الوزارة بصفة رسمية".

وبدا لافتًا أن تنصّل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من بعبدا باِسمه وباِسم رئيس الجمهورية ميشال عون من تبعات تصريحات قرداحي لم يوقف عاصفة الردود الخليجية. وهو أوضح أن "فخامة الرئيس عبّر، كما أكّدت من ناحيتي أيضًا، أن هذه المقابلة تعبر عن رأي الوزير الشخصي، وليس عن رأي الحكومة ولا عن رأي فخامة الرئيس، ونحن نحرص على أطيب العلاقات مع الدول العربية.

واعتبر "أن ما قاله معالي الوزير لن يؤثّر على المسار العام، خصوصًا وأن ثوابت الموقف اللبناني من العلاقات مع الدول العربية وردت في البيان الوزاري. وقد أكّد فخامة الرئيس هذا الموضوع، وأنا هنا أشدّد على موقفنا الواحد من أن هذا التصريح لا يمّثل رأي الحكومة، بل نابع من رأي شخصي عبّر عنه الوزير قبل تشكيل الحكومة ولم نسمع به". (النهار)

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية أنّه "صدر كلام شخصي سابقًا" عن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرًا ونُشر بالأمس (الأول)، وهو لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبّر عنه رئيسها في البيان الصادر بالأمس (الأول)، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسّك بروابط الأخوّة مع الأشقاء العرب.

كما وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أدانت مرارًا وتكرارًا الهجمات الإرهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، وهي ما زالت عند موقفها في المدافعة عن أمن وسلامة اشقائها الخليجيين التي تكنّ لهم كلّ محبّة واحترام وتقدير، وتنأى عن التدخّل في سياساتهم الداخلية والخارجية". (الجمهورية)

الخميس 28 تشرين الأول 2021