الجديد البارز في هذا السياق هو ما علمته "النهار" ليل أمس من أن الرئيس الحريري سيزور قصر بعبدا اليوم بعد اتّصالٍ صباحي للاتّفاق على موعد مع رئيس الجمهورية. وفي معلومات "النهار" أن الحريري سيطلع رئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيلةٍ حكومية جديدة من 24 وزيرًا عملًا بالتزام الرئيس المكلّف المبادرة التي تولّاها رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
ويبدو واضحًا أن خطوة الحريري ستشكّل عمليًا اختبارًا حاسمًا، وربما الاختبار النهائي لبعبدا وفريقها في نهج التعطيل الذي اعتمد منذ تكليف الرئيس الحريري، وأدّى إلى إجهاض أكثر من 15 اجتماعًا بين عون والحريري، وتعطيل كلّ محاولات تأليف الحكومة تباعًا.
ففي المعلومات المتوافرة لـ"النهار" إن التشكيلة تضمّ أسماء مستقلّين واختصاصيين على غرار التشكيلة التي قدّمها الحريري سابقًا ولكن ضمن تركيبة 24 وزيرًا بدلًا من 18. وبعد زيارته اليوم لبعبدا واجتماعه مع عون، سيقوم الحريري غدًا بزيارة القاهرة للقاء الرئيس السيسي على أن يعود إلى بيروت مساء اليوم نفسه.
وفي حال رفض عون التركيبة الجديدة، فمن المرجح أن يذهب الحريري إلى خيار الاعتذار وإعلانه في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس، لتبدأ مع اعتذاره مرحلة البحث عن البديل والسيناريوات الجديدة. وقد لمّح نائب رئيس "تيّار المستقبل" مصطفى علّوش في تصريحٍ أمس إلى أن الحريري سيعتذر أواخر الأسبوع مفسحًا لاستشارات نيابية لتشكيل الحكومة. (النهار)
حكوميًا، يواصل الرئيس المكلّف سعد الحريري اتّصالاته ولقاءاته لمناقشة وشرح أبعاد قرار الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة الذي وضعه على الطاولة جدّيًا، بعدما استنفد كلّ مساعي وجهود تشكيل الحكومة الجديدة. وبعد أكثر من اجتماعٍ مع مسؤولي وقيادة تيّار المستقبل.
وعشية مغادرته إلى مصر للقاء الرئيس المصري عبدالفتّاح اليسسي واستعراض الأوضاع المختلفة، محلّيًا وإقليميًا والوقوف على رأيه، التقى الرئيس المكلّف أمس مطوّلًا، رئيسَي الحكومة السابقَين، فؤاد السنيورة وتمّام سلام بغياب الرئيس نجيب ميقاتي الموجود خارج لبنان، وتمّ البحث بكلّ جوانب ودوافع خيار الاعتذار الذي ينوي الحريري اتّخاذه في هذا الظرف بالذات، وما يمكن أن يترتّب عنه وانعكاساته على كلّ الصعد. (اللواء)
وأشارت مصادر مطّلعة على الملفّ الحكومي لـ"البناء" إلى أن "الحريري ينتظر المشاورات الأميركية-الفرنسية وجهود أكثر من جهة دولية عاملة على تسهيل تأليف الحكومة لاسيّما روسيا، وإذا لم تؤدِّ هذه المساعي إلى نتيجة، فلن يبقى أمام الرئس المكلّف إلّا خياران، الاعتذار الذي ما زال واردًا ومتقدِّمًا إن لم يتمّ الاتّفاق على صيغةٍ حكومية بشكلٍ سريع برئاسة الحريري، ويلي الاعتذار البحث عن شخصية سنّية تحظى بقبول الحريري ويتوافق عليها ثنائي أمل وحزب الله ورئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل تكون مهتمّها الحدّ من الانهيار مع إقرار بعض الإصلاحات وإيجاد بعض الحلول المؤقتة لبعض الأزمات كالمحروقات والأدوية، والثاني إبقاء الحريري على تكليفه حتى إشعارٍ آخر، والثالث الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال مع بعض الصلاحيات حتى إجراء الانتخابات النيابية في الشتاء المقبل".
بدورها أوضحت أوساط سياسية في فريق المقاومة لـ"البناء" إلى أن "المؤشّرات غير مشجّعة لتأليف الحكومة في ظل الانقسام الحاد والعمودي في المواقف لاسيّما بين عون وباسيل من جهة والحريري والمستقبل والرئيس برّي من جهة ثانية"، مشيرةً إلى أن "المطلوب من جميع الجهات التنازل عن مصالحها وعن مواقفها والالتقاء في منتصف الطريق وإيجاد مخارج للعقد الداخليّة والخارجيّة لتسهيل تأليف الحكومة وإلّا البحث عن خيارٍ توافقي آخر، فالقضية تتعدّى الأشخاص والمصالح إلى إنقاذ البلد من الانهيار والسقوط النهائي". (البناء)