­

Notice: Undefined index: page in /home/lbnem/domains/monliban.org/public_html/monliban/ui/topNavigation.php on line 2

المشاكل متفاقمة باطّراد في الكهرباء

قطاع الكهرباء على المحكّ. بعد الاستقرار النسبي في إمدادات الفيول ‏للمعامل، بدأت أصوات المتعهّدين ترتفع. كلّ المعدّات وقطع الغيار ‏والصيانة تستورد بالدولار، فيما هي لا تقبض مستحقّاتها. التهديد صار ‏جدّيًا. قد يصيب الجمود قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع، إذا لم تحصل ‏على الدولارات الطازجة. سبق أن اتُّفق مع مصرف لبنان على آليّة تضمن ‏استمرار العمل، لكن التنفيذ لم يدم، ما يهدّد باقتراب الكارثة.

كلّ القطاعات تهوي على وقع شحّ الدولار. قطاع الكهرباء لا يزال، رغم سوء أحواله، صامدًا بالحدّ الأدنى. لكن ‏صرخة المورّدين والمتعهّدين ومقدّمي الخدمات باتت تهدّد بإمكان توقّف الخدمات في القطاع، بما يقود مجددًا إلى القلق ‏من احتمال العتمة الكاملة.

تلك كارثة فعلية تنتظر الناس، إذا لم يعمد المعنيّون إلى إيجاد حلول جذرية. لكن في ظلّ ‏الواقع الراهن، يدرك الجميع أن الأمور تتّجه نحو الأسوأ. عبارة "الكارثة" ترد على كلّ لسان. أكثر من شركة تتمنّى ‏الرحيل، مدركة أن كلّ ما يمكن أن تحصّله من أرباح لم يعد يساوي حتى الكفالات الموضوعة.

بالنتيجة، لم ‏يحصل مقدّمو الخدمات على الدولارات الطازجة سوى مرة أو إثنتين. البواخر التركية، نظرًا إلى ضخامة المبلغ ‏المستحقّ لها (نحو150 مليون دولار) حصلت على دفعات أكثر. لكن كلّ ذلك توقّف تمامًا في تشرين الأول. ثمّة من ‏يربط هذا التوقّف بكثرة الحديث عن توقّف الدعم. من تولّى مسؤولية التحويلات الخارجية كان نائب حاكم مصرف ‏لبنان سليم شاهين. وهو كان قد شكّك بإمكانية تحويل الشركات لأرباحها إلى الخارج، طالبًا ضمانات لعدم حدوث ذلك. ‏أمس، عُقد اجتماع بين ممثّلي الشركات مقدّمة الخدمات وبين المصرف، لمحاولة الإجابة عن عددٍ من الملاحظات التي ‏أبداها، والتأكيد أن نسبة ثلث المستحقّات التي يمكن الحصول عليها بالدولار بالكاد تكفي لتأمين المعدّات الضرورية ‏للحفاظ على استمرارية التوزيع وتأمين خدمات الزبائن‎.

تشير مصادر الشركات إلى أن الاجتماع كان إيجابيًا جدًا، حيث أكّد نائب الحاكم الحرص التام على القطاع وعلى ‏استمراريته. ومقابل خشية المصرف من تحويل أرباح الشركات إلى الخارج بحجة الدفع للموردين العالميين، تمّ الاتّفاق ‏على أن يعمد المصرف إلى تحويل المبالغ المطلوبة إلى المورّدين مباشرة، ومن دون المرور بمقدّمي الخدمات، علمًا ‏بأن هذا الاتّفاق يغطّي السنة الحالية والسنة المقبلة.

تفيد المصادر بأن الشركة لم تهدّد بالرحيل، لكنها لمّحت إليه. مع ذلك، تؤكّد هذه المصادر أن ‏الشركة باقية، وكلّ ما تطلبه هو التعاون للحفاظ على قدرتها على تأمين الخدمة. ولذلك، كان الاتّفاق على أن ‏تتقاضى ثلث مستحقّاتها الشهرية بالدولار، مقابل أن تحصل على الثلثين الباقيين بالدولار والليرة اللبنانية. لكنّها ‏أسوة بغيرها، لم تتقاضَ هذا الشهر مستحقّاتها بالدولار الأميركي.

تؤكّد مصادر وزارة الطاقة أن المجلس ‏المركزي صار أكثر تشدّدًا بمراقبة الدولارات الخارجة من لبنان. ولذلك، إن التوقّف مرتبط بالتأكد من مسار هذه ‏الأموال‎.‎ (الأخبار)

الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020