طاولة حوار في بعبدا يدعو إليها برّي
في بعبدا تحضير لحوار وطني لا يصبّ في مصلحة الرئاسة الأولى التي لم يلبِّ أطراف دعوتها السابقة، فإذا بالتطوّرات التي تستدعي لقاء لتخفيف الاحتقان يتكفّل الرئيس نبيه برّي الدعوة إليه وضمان حضور كلّ المدعوين الذين سيتولّى بنفسه دعوتهم. وإذا كانت رئاسة الجمهورية تجد نفسها محرجة في الأمر، فانها أيضًا عاجزة عن الرفض أمام التطوّرات التي يكاد ينزلق معها البلد إلى أوضاع مأسوية بعدما ارتفعت حدّة الخطاب الطائفي المتشنّج، وكادت المتاريس أن ترتفع بين المناطق في ظلّ دعوات إلى اعتماد الأمن الذاتي.
وفي عين التينة، حركة حوار ومشاورات تهدف إلى تذليل الكثير من العقبات، وإنجاز مصالحات تمهّد لمصالحة وطنية يمكن أن تشكّل درع حماية للبلد. وأفيد أن الرئيس ميشال عون تشاور في طاولة الحوار مع برّي ورئيس مجلس الوزراء حسّان دياب. وتشمل الدعوة كلًا من رؤساء الجمهورية السابقين ورؤساء الوزراء السابقين ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي ورؤساء الكتل النيابية ورؤساء الأحزاب.
ونقل عن أوساط بعبدا أن من المفترض أن يناقش المشاركون في الاجتماع الأوضاع العامة ويوحّدوا الموقف الوطني في هذه المرحلة من تاريخ لبنان، بغض النظر عن التموضعات السياسية التي قد تكون متناقضة، خصوصًا أن تحدّيات كثيرة تواجه البلاد، بعد الأحداث الأخيرة، وقد أظهرت أن هناك مخطّطًا لاستهداف لبنان تجب مواجهته بالوحدة لا بالفرقة والانقسام.
وبعد المصالحة الدرزية، وليس بعيدًا، التقى الرئيس برّي في مقرّ الرئاسة الثانية، الرئيس سعد الحريري واستبقاه إلى مائدة الغداء. وقد تمنّى برّي على الحريري درس مشاركته في لقاء بعبدا. (النهار)
فهي المرّة الأولى التي توجّه فيها بعبدا الدعوات إلى رؤساء جمهوريات سابقين ورؤساء حكومات سابقين وإن الهدف منه التشاور في ظلّ الظروف التي تمرّ بها البلاد حاليًا والتحدّيات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تكب كما الإقليمية خصوصًا أن الأحداث لامست حدود الفتنة لولا الإدراك لخطورة ما جرى، وفقًا لمصادر مطّلعة على أجواء التحضير على أجواء هذا الاجتماع الوطني الموسّع.
وعلمت "اللواء" أن الرئيس عون اتّصل قبل يومين بالرئيسَين بري ودياب، وأطلعهما على نيّته الدعوة إلى هذا الحوار الوطني فرحّبا بعقده فورًا، على أن تتولّى دوائر القصر الجمهوري دعوة الرؤساء السابقين ورؤساء الأحزاب السياسية بينما يتولّى الرئيس برّي دعوة رؤساء الكتل النيابية باعتباره رئيسًا للمجلس. وأشارت المصادر إلى أن هذا اللقاء يمكن أن ينعقد في 25 حزيران في بعبدا.
وعن مدى مشاركة القوى السياسية في هذا اللقاء؟ قالت المصادر: إن الدعوة ستشمل الجميع ومن يريد مقاطعة اللقاء يتحمّل هو مسؤولية إخراج نفسه من الحوار الوطني ومحاولة إنقاذ البلاد من أزماتها.
ورجّحت مصادر سياسية أن يكون لقاء الرئيس برّي في عين التينة مع الرئيس سعد الحريري والذي استمرّ ساعة ونصف الساعة، وتخلّلته مأدبة غداء في سياق التحضير، ومحاولة لإقناعه بالمشاركة.
واتّصل الرئيس برّي برؤساء الكتل النيابية، ودعاهم للمشاركة في حوار وطني في بعبدا.
وليلًا، جرى تشاور بين رؤساء الحكومات السابقين، إذ عقد اجتماع في منزل الرئيس نجيب ميقاتي حضره الرؤساء فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام.
وأكّد مصدر مقرّب من اللقاء أن المشاورات جارية للبحث في المشاركة في اجتماع بعبدا أم لا. (اللواء)
وقالت مصادر معنية لـ"الجمهورية" إنه من المبكر البحث في جدول أعمال هذا الاجتماع الموسّع بعدما تسرّبت الدعوة إليه من خارج القصر الجمهوري قبل أسبوع من موعده. ولفتت ألى أنه يتّخذ هذه المرة شكلًا جديدًا مغايرًا للقاءين السابقين اللذين عقدا في بعبدا في 2 أيلول العام الماضي وفي 6 أيار المنصرم على مستوى رئيسي مجلس النواب والحكومة ورؤساء الكتل النيابية الـ13، بعدما شملت الدعوة هذه المرّة رؤساء الجمهورية الثلاثة السابقين: أمين الجميّل، إميل لحّود، ميشال سليمان، ورؤساء الحكومة السابقين: فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، سعد الحريري، تمام سلام، بالإضافة إلى رؤساء الكتل النيابية الـ14 ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي. (الجمهورية)
وقالت مصادر بعبدا إن رئيس الجمهورية لن يدعو إلى الاجتماع قبل الوقوف على تقييم مواقف الأفرقاء جميعًا، وما يهمّ هو أن يكون الاجتماع على مستوى ما هو منتظر منه، لأنّه يأخذ طابع الإنقاذ وهو قيد الدرس. لاسيّما أن تحدّيات كثيرة تواجه البلاد. (البناء)
الأربعاء 17 حزيران 2020