­

Notice: Undefined index: page in /home/lbnem/domains/monliban.org/public_html/monliban/ui/topNavigation.php on line 2

ظروف تأسيس حزب الشيطان العالميّ!!

د. إيلي جرجي الياس*

 في مسارّ الحديث عن الفرقة الموسيقية مشروع ليلى، واعتمادها في بعض أغانيها على شعارات شيطانية خطيرة، يبدو أنّ هذه الفرقة تستمدّ تلك الشعارات من بعض الفرق الموسيقية الفاشية واليمينية المتطرفة الحديثة، التي تمجّد الشيطان بشكلٍ صريح وعلنيّ، وأبرزها على الإطلاق فرقة الضربة القاضية!! والسماح لهذه الفرق بالغناء الحرّ في بعض المجتمعات عائد بشكلٍ أساسي إلى وجود حزب الشيطان بمفاهيمه السياسية والاجتماعية!!
 يقينًا أن الله في الأيام الأخيرة والحاسمة من الحرب العالمية الثانية، وهب الإنسانية فرصةً جديدة للحياة!! الفوهرر أدولف هتلر، رجل الحرب الأوّل، والمجرم بامتياز، في لحظات النهاية البرلينية، وقف أمام تمثال المصلوب يستجدي غفرانه، بدعمٍ من زوجته المؤمنة إيفا براون!!
 فبعد اكتشافه لخيانة الرايخ فوهرر أس أس هاينرايش هملر المدوّية والرهيبة، أيقن حجم الخطأ الهائل الذي ارتكبه، حتى حدود الخطيئة الكبرى، فارتدّ إلى رحمة الله، بفضل إيفا والدائرة الكاثوليكية العنيدة والصلبة حوله: المؤمنون والعائدون إلى الإيمان، من مارتن بورمان إلى ألبرت شبير وهاينرايش مولر وسواهم... وكان التدخّل الفاتيكانيّ العظيم لتأمين نهاية الحرب: سيتمّ الهروب الكبير لأدولف هتلر وإيفا براون والنازيين المرتدين من أوروبا إلى أميركا الجنوبية، من برلين إلى الأرجنتين!! بينما اتخذ هتلر قراره النهائي مدعومًا من إيفا، بعدم استعمال سلاح الدمار الشامل البيولوجي الجرثومي، وكلّف بورمان بإنهاء الموضوع!! وتدخّل الفاتيكان لدى القيادة الأميركية والحليفة العليا، لضمان المفاوضات المعقّدة والقاسية بين الألمان والحلفاء في سويسرا، مدعومًا من رئيس إسبانيا الفاشية الكاثوليكية الكاوديو الجنرال فرانسيسكو فرانكو!! واستفاد الأميركيون كثيرًا، بحصولهم على الأدمغة الألمانية المتفوقة في كافة المجالات!! لقد أنهى الفاتيكان بنعمة الله، الحرب!! وانتصر الله على الشيطان!!
 وفي خضمّ معركة برلين الكبرى، اتخذ القائد السوفياتيّ جوزف ستالين القرار الكبير: الجيش السوفياتيّ وحده سيسيطر على العاصمة الألمانية برلين!! وكلّف ستالين قوّات خاصّة بإمرته، باحتلال قصر الشيطان التابع لقائد الأجهزة الأمنية النازية هملر، ومصادرة كافّة الملفات الموجودة هنالك، إلّا أنّ هملر دمّر القصر قبل وصول قوّات ستالين!! قصر الشيطان الذي يعجّ بالسحرة والمشعوذين وأتباع الشيطان، وحيث عقد مؤتمر عامّ مطلع 1945، بإشراف هملر، لإعلان حزب الشيطان العالميّ!! فقد تأكّد لهملر أنّ الحرب انتهت، وأنّ مفاوضاته مع الأميركيين بواسطة السويديين فاشلة لا محالة، وأنّ الفوهرر اكتشف خيانته!! ولو أنّ هملر في الأيّام البرلينية الأخيرة، حاول اغتيال هتلر، بواسطة ممثّله لدى هتلر، زوج غريتل براون شقيقة إيفا، هرمان فغلاين، في محاولة يائسة للسيطرة أيضًا على سلاح الدمار البيولوجيّ الشامل لاستعماله لتدمير العالم، إلّا أنّ المحاولة باءت بالفشل!! ولم يبقَ أمام هملر إلّا أن يصبح رئيس محافل حزب الشيطان، وأن يحاول هذا الحزب، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أن يحارب المبادئ المسيحية أوّلًا، لأنّ لها الفضل في نهاية الحرب الشاقّة، من خلال كلّ الإمكانيات وفي طليعتها الموسيقى، عبر بثّ الأفكار الشيطانية المسيئة للقيم المسيحية السامية وفي مقدّمتها المحبّة!! لقد كتب للرجل الذئب أدولف هتلر، أن ينتصر على مصّاص الدماء هاينرايش هملر، وأن تكون المرأة المحاربة إيفا براون من نصيبه، لحياة جديدة ومديدة!! ولكنّ الأهمّ من ذلك، أن ّ الخير انتصر على الشرّ انتصارًا حاسمًا!! ولن يغيّر وجود حزب الشيطان وحراكه الماليّ ونشاطاته الاجتماعية العنيفة، في هذا الواقع شيئًا!! لله الشكر والتسبيح!!
أستاذٌ جامعيّ، وباحثٌ استراتيجيّ

د. إيلي جرجي الياس

الخميس 25 تموز 2019