في رحاب برحليون

دير مار قزما ودميانوس. يعود تاريخه إلى حوالي سنة 1282 م وهو تابع عقاريًا لمنطقة بنهران العقارية وإداريًا لوقف برحليون كونه الدير الأخير في ربوعها من الجهة الغربية.
تصل إليه من قضاء الكورة عبر طريقٍ معبّدة فرعية ضيّقة تتفرّع من طريق الأرز عند بلدة مغر الأحول أوّل قرى جبّة بشرّي.
يلزمك دليلٌ سياحي إذا كنت لا تعرف المكان فلا تجد الدير إلّا إذا اصطدمت بحائطه فقد بناه رهبان أذكياء في مكانٍ أسفل منحدر صخر وسط أجمة من السنديان الغض خافيًا عن عيون الفرسان والجيوش زمن الاضطهاد، فهنالك استحالة لنزول وصعود الخيل على الصخر الممتدتحته وفوقه لمسافة حوالي 700 متر وأكثر.
نجد في أرضه آثار نبش معاول عائدة لصائدي الكنوز والمنقّبين عن الجواهر وهم لم يعرفوا أن تاريخه كنز وحاضره جوهرة.
ينبع منه الصمت المهيب متسلّلًا إلى كيان الزائر الكريم ماخرًا أنهر الزمان التي تصبّ قداسة في زمن البطاركة القدّيسين فقد كان مقرًّا شتويًا للبطرك لوقا البنهراني حسب تاريخ الدويهي.
يتألّف من عدّة غرف هدم أغلبها الإهمال والهجر وبقي منها قناطر معقودة شاهدة على أصالة الموقع.
تنبت سنديانة عملاقة في أطلال غرفته العلوية الواسعة مظللّة الدير تمدّ جذورها في صخرٍ عنيد استعار عناده من صلابة إيمان رهبانه.
السؤال المطروح: أين هي مديرية الآثار كي يصبح مصيره الترميم بدل الهدم كمعظم الأديرة التي تشبهه.
يوسف طراد
الأحد 16 حزيران 2019