ضربةٌ لعقولٍ نائمة

كتبت كارين رزق الله وقالت جوليا قصّار بمشهدية الواقع المتكرّر: هيدي الحياة، أضرب شي لمّا الإنسان يقرّر مستقبلوا بعمر صغير، لا بيكون عندو نضوج ولا خبرة- وأغلب الوقت بيكون ضايع ومش عارف شو بدّو- والأنكى إنو هالقرار إلي بياخذو بهل حالة وبهل عمر بيضطر إنو يتحمل مسؤوليتو كل إيّام حياتو. شي بيحزّن ما هيك...
مقولةٌ صارخة تستهدف شبابنا، تستهدف قلّة وعيهم وانصياعهم لجاذبية أحداث الساعة بعيدًا غن حكمة الزمن. المسيطر هنا هو انفعالاتهم الداخلية الهيّاجة مع دقّات قلب سريعة وتفكيرٍ بسيط وشبه واعٍ، لا تُستدرك عواقبه إلّا بعد فوات الأوان.
أنانية تجتاح كيانهم؛ مراهقون وشباب يافع ينجذبون بالشيء، فيرغبون به، يتذوقونه كخمرٍ فتطيب ملذاتهم وهكذا يصنعون قراراتهم.
يصنعون قراراتهم نعم: قرار حمل السلاح والانخراط في عملٍ حزبيّ من دون وعي للمنهجية القائمة، قرار الزواج المبكر لشباتنا وشبابنا والإنجاب في ظلّ بيئة فقيرة، قرار المعاشرة قبل الزواج وممارسة الدعارة كسبيلٍ للعيش، قرار التهوّر في القيادة المبكرة للسيّارات أو الموتوسيكلات والإدمان على السهر وشرب الكحول والتدخين، قرار السرقة والتورّط في مشاكل الأحداث والمشاركة بجرائم القتل أو حتى قرار الانتحار. يصنعون قراراتهم فيتخلّون باكرًا عن مقاعدهم الدراسية ويتّجهون إلى مقاعد البطالة.
في علم الاجتماع، مرحلة الشباب هي مرحلة التمرّد والعصيان، مرحلة الانحراف والتطرّف والخروج عن معايير العقل الجمعيّ. فالشّباب ضرورة وجودية لاستمرار شريط المجتمع، لذلك تكمن مسؤولية المجتمع في حمايته وعدم تهميشه. المطلوب إعداده وتأهيله ابتداء من أسرته، الأب والأم والأقارب، ثم المدرسة والجامعة وصولًا إلى المؤسّسات المجتمعيّة.
مرحلة الضياع وعدم النضوج وقلّة الخبرة، تستوجب توعية كاملة وأساليب استفادة من طاقة الشّباب الإنتاجية فتُمكّن قدراتهم وتُبرز طاقاتهم الإنتاجية وتستحوذ على إمكانياتهم في العطاء والتأثير الإيجابي استعدادًا لمرحلة مواجهة الحياة وتحمّل مسؤولياتها وضغوطاتها الاقتصادية والاجتماعية.
في تلك المقولة السابقة من مسلسل (إنتِ مين) اختُصرت قصص حقيقية من أرض الواقع، صورّت ضياع الشّباب وبنفس الوقت كانت ضربة لعقول نائمة حان الوقت أن تستفيق وتتسمّ بالإتّزان والوعي. 

ارين الصايغ وزير

الإثنين 3 حزيران 2019