الواقع الديموغرافي اللبناني... أرقام إيجابية مسيحيًا
كريستال خليل
حملت زيارة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق إلى بكركي طابعًا خاصًا في مناسبة الأعياد. وحملت معها بشرى سارة ومطمئنة للمسيحيين في الشرق، إذ أهدى المشنوق البطريرك مار بشارة الراعي "الكتاب السنوي للديموغرافيا الدولية الدينية 2018".
بحسب الكتاب يظهر آخر إحصاء رسمي في لبنان عام 1932 أن عدد السكان كان 875,252 مع حوالي 53% منهم مسيحيين. فيما اعتبرت الإحصاءات التي ظهرت بعده غير رسمية. يتضمّن الكتاب تقارير ودراسات تلقي الضوء على التركيبة الديمغرافية في لبنان على أساس الانتماء الديني من وجهة نظر علمية.
الكتاب السنوي هو كتاب مرجعي موجّه في المقام الأوّل إلى العلماء والمسؤولين الحكوميين والصحفيين وغيرهم ممن يهتمّون بفروع وتحليل أتباع الديانات في جميع أنحاء العالم. ويقدّم لمحة عن حالة الإحصاءات الدينية حيث يتمّ جمع البيانات سنويًا من خلال التعدادات واستطلاعات الرأي والمجتمعات الدينية والباحثين وعدد من المصادر الأخرى.
وتتولى مراكز البحوث في جميع أنحاء العالم تجميع وتحليل هذه البيانات التي تقدّم في مجموعات من الجداول والمقالات العلمية التي تغطي العلوم الاجتماعية والديموغرافيا والتاريخ والجغرافيا. مع ذكر النتائج والمصادر والأساليب، والآثار المترتبة على الديموغرافيا الدينية الدولية.
تشمل الدراسة بيانات عن عدد المهاجرين من لبنان وتقديرات حول الهجرة من قبل الطوائف على أساس مراحل تاريخية حاسمة. وتمثّل أعداد المهاجرين عددهم فقط إذ لا تشمل أحفادهم. وتأخذ جميع العوامل المحتملة التي قد تكون مرتبطة مباشرة بالتغيّرات في الهجرة من قبل الطوائف بعين الاعتبار. بالتالي تشير هذه الأعداد إلى تقديرٍ صافي الهجرة.
ويتبيّن من خلال الأرقام أنه لأكثر من قرنٍ ونصف اتسم لبنان بالهجرة العالية بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي أثارها الموقع الجغرافي للبنان والصراعات الداخلية والخارجية الأخرى إذ بلغ عدد المغتربين من عام 1975 حتى عام 2011 حوالي 1,567,435 مغترب. وانقسم المهاجرون إلى 46,6% من المسيحيين و53,4% من المسلمين.
كما يقدّم الكتاب بيانات عن معدّل الخصوبة من قبل الطوائف في لبنان لاسيّما بين عامي 1971 و2004 وتشير إلى انخفاض معدّل الخصوبة لدى السكان المسلمين. من المقبول علميًا اعتبار معدّل الخصوبة ثابتًا تقريبًا لمدة 10 سنوات لذلك يمكن اعتماده نفسه لسنوات.
يرتبط عدم الاستقرار السياسي بشكلٍ غير مباشر بالانخفاض في معدّل الخصوبة في المجتمع المسلم. أضف إلى أن عدة عوامل أخرى لعبت دورًا في هذا الانخفاض أهمّها العولمة والتطوّر، وارتفاع معدّل المعرفة والقراءة والكتابة للبنين والبنات. كما يؤثّر التقدّم في التعليم على تأخير سن الزواج، واستخدام وسائل منع الحمل. وانخفاض في نسبة الزواج بين الأقارب مما أدّى إلى تخفيض صلابة الأسرة وإغلاق الجماعات الاجتماعية. ويتطلب التمدّن طريقة حياة مختلفة عن تلك الموجودة في القرى، كما سمح انخفاض معدّل الخصوبة للوالدين بالتركيز أكثر على كلّ طفل، وخصوصًا على تعليمهم.
وفي الختام يقدّم الكتاب تقديرًا للسكان في لبنان بحسب الطوائف مستعينًا بالقوائم الانتخابية كنقطة انطلاق، معتمدًا على إضافات أو طرح البيانات المتعلقة بطلاب المدارس والجامعات والمهاجرين. كما يشير إلى احتمال فرق حوالي 2% بالزائد أو بالناقص نظرًا إلى عدم دقة محتملة في معدّلات الوفيات والأمية والهجرة...
أبرز ما جاء في التقرير النهائي هو أنه منذ بداية الحرب اللبنانية عام 1975 حتى منتصف الثمانينات كان معدّل هجرة المسيحيين أعلى بكثير. الأمر الذي تمّ عكسه في الفترة ما بين عام 1984 حتى عام 2011. ونتيجة لذلك تبيّن تقسيم المهاجرين بحسب الطوائف من عام 1975 حتى عام 2011 بمعدّل 46% من المسيحيين و54% من المسلمين.
أما معدّلات الخصوبة فقد انخفضت بين المجتمعات المسيحية والإسلامية في لبنان في الفترة ما بين 1971 و2004. ورغم أن معدّلات الانخفاض كانت أعلى في المجتمع المسلم، إلّا أن عام 2004 اظهر تقارب بين المعدّلين.
بناءً على ذلك، يقدّر عدد المسيحيين بحوالي 34% من مجموع السكان المقيمين في لبنان، ويشكّلون 38% من الناخبين المؤهّلين في الانتخابات النيابية. ومقابل الاعتقاد الشائع، تمّ عكس اتجاه 40 سنة من انخفاض أعداد المسيحيين.
يسلّط هذا التقرير الضوء على الأعداد المستقرّة من السكان المسيحيين على مدى العامين الماضيين. ووفقًا لنتائج البيانات من المتوقّع زيادة في عدد السكان المسيحيين تصل إلى حوالي 38% و40% خلال السنوات الـ19 المقبلة. مع احتمال وصول العدد إلى حوالي 39% و41% خلال السنوات الـ34 المقبلة.
وأظهرت البيانات أنه عام 2011 وصل عدد السكان في لبنان إلى 2,981,015 بينهم 34,35% من المسيحيين و65,47% من المسلمين. ومن المتوقع أنه في العام 2030 يصل عدد السكان إلى 4,133,015 بينهم 37,55% من المسيحيين و62,32% من المسلمين. وتكمل هذه النسبة إلى ارتفاع إذ يتوقّع وصول عدد السكان عام 2045 إلى 5,033,015 بينهم 39,03% من المسيحيين و60,86% من المسلمين.
أما بالنسبة لتوقّعات السكان في لبنان بحسب القائمة الانتخابية بعد أن كان عدد السكان عام 2011 حوالي 3,334,691 بينهم 38,22% من المسيحيين و61,62% من المسلمين، تظهر البيانات أنه عام 2030 قد تصل نسبة السكان إلى 4,486,691 بينهم 40,18% من المسيحيين و59,71% من المسلمين. إلى أن تصل عام 2045 إلى 5,386,691 بينهم 41,12% من المسيحيين و58,78% من المسلمين.
كريستال خليل/Lebanondebate
الإثنين 7 كانون الثاني 2019