رامونا العملاقة والشجرة القزمة: أنا لا أرغب في أن أكون مشهورة ، ولكني أرغب في أن أملأ مكاني

برعم أخضر يانع ينمو بسعادة وفرح نحوالحياة ومباهجها... طفلة في الحادية عشرة من عمرها تترك مقاعد الدراسة وملاعب مدرستها وتقول " لم أعد تلميذة أحد ولا رفيقة أحد" بسبب مرض نادر ملئ بالاوجاع والمعاناة.
تعرفت على أحد أخوانها في بغداد قبل اثنى عشر عاما وعلى والديها في حملايا أثناء زياراتي لبيروت ولسوء حظي لم تسنح لي الفرصة بأن اتشرف بمقابلة رامونا طيلة هذه السنوات.
ثم يجلب لي من لبنان أعز أخ وصديق لبناني تربطه صداقة عمرمع عائلة رامونا كتاب (الشجرة القزمة) وفي نفس الليلة بدأت بقرائته وانتهيت منه خلال خمسة ليال متتالية لم استطع التوقف عن قراءة هذا المحتوى الفلسفي الذي هو دروس في الايمان والصبر والثقافة والفن وعلم النفس وعلم الاجتماع وأهم من ذلك كله... علم الحياة...  معنى العيش في هذه الدنيا والمعادلة الصعبة التي تربطنا بالخالق وتدريب النفس وتهيئة الروح للانتقال للعيش بقربه في الحياة الابدية. وبالرغم من أني شارفت على السبعين ولكنني تعلمت الكثير من الامور التي كانت غائبة عني , تعلمته من كتاب رامونا.
شعرت وأنا أقرا بأني أعيش معها اوجاعها ومشاعرها وآمالها ,لم أستطع التوقف عن القراءة إلا حينما التقط منديلا لأمسح دموعي التي كانت تنهمر ليس حزنا عليها (لكونها مؤمنة بقضاء الرب ) بل أبكي للطريقة التي تصف بها كل ما مر ويمر بحياتها ثم تقول " إن حب الحياة يخبو ولا ينطفئ تكفيه نقطة ماء نقية وحية لينتعش هذا الحب من جديد" كم انت رائعة يا رامونا.
رامونا فيلسوفة من الطراز الاول , تجمع بين الفن الراقي والثقافة العالية والايمان المطلق والصبر بكل ما تحمله كلمة الصبر من معاني.
كتابك هو مرشد هائل لكل الاعمار والاجناس وسيكون مرشدي ودليلي في هذه الحياة لما تبقى من ايامي القادمة التي أحياها.
سآتي الى حملايا باقرب وقت خصيصا للتشرف بمقابلتك والحديث معك.... بارك الله فيك يا أبنتي...

برهان الشرّيده (عراقي مقيم في الاردن)

23 آذار 2017