نصر الله يرد على الشائعات المشككة في صدق دعم عون
قد دفع هذا الواقع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس إلى التعبير عن استيائه من الشائعات ومحاولات الإيقاع بين الحزب وحلفائه، وخصوصاً بعد التباعد في وجهات النظر حيال ترشيح العماد ميشال عون مع حلفاء كثر يصر بعضهم على التصويت للنائب سليمان فرنجية. وهذا ما لمّح إليه السيد نصرالله بتأكيده أن نواب الحزب ملتزمون عون وإذا سمح لهم النظام الداخلي فإنهم سيقترعون بأوراق مفتوحة، في إشارة الى عدم ضمان أصوات الحلفاء. (النهار)
ووجه نصرالله رسالة غير مباشرة الى عون قائلا ان "كل ما يجري عندنا يمكن مقاربته من خلال حوار"، مطمئنا حول ما قيل عن حرب أهلية حيث أكد أن "ليس هناك أحد لا في الحلفاء، في الأصدقاء ولا في الخصوم، ليس هناك أحد يفكر بعقلية الفوضى ولا بعقلية العودة إلى الحرب الأهلية".
كما طمأن المتخوفين من ان "ليس هناك أحد الآن في لبنان يفكر بعقلية إدارة ثنائية للبلد، لا ثنائية على أساس مذهبي، ولا ثنائية على أساس طائفي ولا ثنائية على أساس حزبي"، مشددا على ان هذا الامر غير موجود لدى الحلفاء وعند الخصوم. من دون أن ينفي وجود قلق لدى بعض حلفائه "يجب أن يعالج".
وتضمّن الخطب رسالة رمزية الى "قواعد التيار الوطني الحر"، بأن "لا تسمحوا لأحد بأن يستغل أو يوظف أو يسيء الى العلاقة بيننا وبينكم، أو يحاول أن يشوّهها، ولا أود الدخول بالأسماء، كل الناس تعلم الحرف الأول من الاسم.. والحرف الأخير"، ملمحا الى سمير جعجع. (السفير)
أما على ضفة حلفائه المعترضين على انتخاب عون، فتعهد نصرالله انطلاقاً من إعلان رئيس "تيار المستقبل" تأييد ترشيح عون أنه سيواصل جهوده للوصول "مع بقية الأصدقاء والحلفاء" إلى استحقاق رئاسي "هادئ ومعقول ومطمئن"، وقال: "نحن بدأنا ببذل جهد على هذا الصعيد وسنكمل، لكن هل نوفق أو لا، هذا متروك للوقت"، مع تأكيده متانة العلاقة مع كل من الرئيس بري والمرشح النائب سليمان فرنجية اللذين اعتبرهما "متفهمين" لموقف الحزب، رغم أنه ردّ بشيء من العتب على عبارة فرنجية التي أشار فيها بشكل غير مباشر إلى كون "كثرة أخلاق" حزب الله هي التي حالت دون انتخابه رئيساً، قائلاً: "سليمان بك تحدث عن كثرة الاخلاق.. معليش كترة الأخلاق جيدة". (المستقبل)
ومع أن كلام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله كان جازماً لجهة تصويت كتلة الوفاء للمقاومة للنائب عون "وبالتفهم والتفاهم" مع حركة "امل"، وبصرف النظر لمن تقترع، فان الأوساط السياسية المتابعة لخطاب نصرالله ولطبيعة الاتصالات الجارية، وصفت موقف الأمين العام للحزب من مستجدات ما بعد إعلان الرئيس سعد الحريري دعم تبني ترشيح النائب عون، بأنه "حمّال أوجه"، وينطوي على رسائل لم تكن مألوفة في خطاباته السابقة، فهو بدا مثقلاً بأزمة ثقة تلوح في الأفق مع جمهور "التيار الوطني الحر"، الذي خاطبه كصديق قائلاً: "لا تسمحوا لأحد أن يستغل او يُسيء او يحاول ان يشوّه العلاقة بيننا وبينكم". (اللواء)
كلام الأمين العام لحزب الله بدا مفاجئاً لكثيرين. فما الداعي إلى الإصرار على طمأنة الحلفاء العونيين إلى هذا الحد؟ ببساطة، يجد نصرالله نفسه في موقع من يريد ضمان التسوية الرئاسية، وحماية قطارها الذي وُضِع على السكة. ولأجل ذلك، سمّى الرئيس سعد الحريري، مؤكداً أن الحزب لا يمانع وصوله إلى رئاسة الحكومة. وذكّر بأن كلمة منه تعارض عودة الحريري إلى السرايا كفيلة بإفشال التسوية. (الأخبار)
ترَكت كلمة نصرالله آثاراً ملحوظة لدى الأفرقاء السياسيين في لحظة دقيقة بلغَ فيها السباق الرئاسي الشوط الأخير. ولا شكّ في أنّ المعنيين وصَلت إليهم أربعة إشارات من هذه الكلمة:
أوّلاً، لا تأجيلَ لجلسة انتخاب الرئيس حاملة الرقم 46 التي ستحصل في 31 الجاري، وتأكيد انتخاب عون، على رغم معارضة حليفِه رئيس مجلس النواب نبيه بري "الذي يتفهّم موقفَنا ونتفهّم موقفه".
ثانياً، "حزب الله" لن يعرقلَ تسوية تأتي برئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري رئيساً للحكومة، مؤكّداً "أنّ القبول بالحريري رئيساً للحكومة تضحية كبيرة".
ثالثاً، عدم المراهنة على خلافات بين حزب الله وحركة "أمل"، لأنّ "العلاقة أقوى من المحاولات التي يلجأ إليها البعض لزرع الفتن، وأصلب مِن أن تنال منها كلّ الفبركات".
رابعاً، نصائح لقاعدة "التيار الوطني الحر" بعدم السماح لأحد الاصطياد في المياه العكرة و"أن لا تسمحوا لأحد أن يسيء العلاقة بيننا وبينكم ويشوّهها". (الجمهورية)
24 تشرين الأول 2016