تصعيد الحراك الشّعبي مع اقتحام متظاهرين وزارة البيئة... 9 أيلول موعد لعقد الجلسة الأولى لطاولة الحوار

مع انتهاء مهلة ال72 ساعة التي أعطاها المجتمع المدني لتنفيذ مطالبه، اتّخذ الحراك الشّعبي منحى تصعيدياً مهدّدًا الأمن والاستقرار والمحاولات لمناقشة وحل الملفات الخلافية على طاولة الحوار التي دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى عقد جلستها الأولى التاسع من أيلول الجاري في مجلس النواب.

كبرت كرة الثلج مع اقتحام متظاهرين وزارة البيئة في مبنى اللعازرية - وسط بيروت، يوم أمس، والاعتصام داخل مكاتبها لمدة ست ساعات تقريبًا بالتزامن مع وجود الوزير محمد المشنوق في مكتبه.

على الأثر، جرت محاولات للتفاوض لاخراج المعتصمين، غير أنهم أصرّوا على البقاء ومحاصرة مكتب الوزير محمد المشنوق سلميًّا لدفعه إلى الاستقالة. فتصاعدت خطوات القوى الامنية وأقدمت قوة من مكافحة الشغب الى الطلب من جميع وسائل الإعلام الخروج وقطع البث التلفزيوني قبل اخراج المعتصمين بالقوة. كسوابقه، شهد الاعتصام مواجهات مع القوى الامنية ورشق عناصرها بالحجارة وعبوات المياه وبعض المفرقعات.

في هذا الشأن، أعلنت لجنة المتابعة لـ «تحرّك 29 آب» إلى «اعتصام حاشد في بيروت يوم 9 أيلول سنعلن عن مكانه وزمانه لاحقاً، احتجاجاً على انعقاد طاولة الحوار، حوار المحاصَصة والفساد والتسويف والمماطلة».

أبرز ردود الأفعال

نال تحرك حملة "طلعت ريحتكم" دعم جزء كبير من اللبنانيين، حتى في صفوف 8 و14 آذار. غير أنه، بحسب جريدة "النهار"، جرى تداول "أخباراً وتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تربطه تارة بأجندات وطوراً بسفارات أو دول كما صرح وزير الداخلية نهاد المشنوق".

هذه الاتهامات رسمت صورة ضبابية لدى البعض وزرعت الشكوك حول الأهداف الكامنة وراء التحرك. إضافة الى ذلك، لجأت الطبقة السياسية إلى التحذير من "الفوضى" التي بدأ يسببها الحراك والتي قد تؤدّي إلى فقدان السيطرة والاستقرار اللبناني المتّفق عليه داخليًّا والمدعوم خارجيًّا.

في هذا الإطار، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري اقتحام الشبان وزارة البيئة بال"هفوة" التي "أدت الى تقليل نبض تحركهم واهدافهم".

في حديث مع "النهار"، رأى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أنه "تماشياً مع الحراك السلمي والمطالب التي رفعها المتظاهرون الاحد الفائت، فإن المنطق يقول بأن تكون المعالجة بالهدوء والحوار وبعيداً من التحريض الاعلامي". وأضاف: "يجب البدء بالتعاون بين الحراك الشبابي والدولة لايجاد المطامر البديلة من مطمر الناعمة" معتبرًا أن استقالة الوزير محمد المشنوق "لا تنفع".

رفضت كتلة المستقبل "الضغط لإقالة أي وزير". كما أعرب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون عن خشيته على لبنان من الربيع العربي "الذي كان حقيقة جهنم العرب، وكوى بناره شعوبا كثيرة" مشددًا على أن "الحل ليس بالفوضى، وعلى اللبنانيين المطالبة بأن ينتخبوا بنفسهم رئيس دولتهم، والمطالبة بقانون انتخاب يعبر عن إرادتهم، وبالتالي انتخاب أشخاص نظيفين لتمثيلهم، لأن الانتخابات هي وحدها القادرة على تنظيف الفساد". ورأى أيضًا "أنّ المطالب المطروحة في التظاهرات سبق للتيار ان ناضل من أجلها لسنوات عديدة"، وأوضح أنه يؤيد الحراك القائم، ولكنه يضع علامة استفهام كبيرة حول من يحركه. وأضاف: "تفضلوا وشاركونا المطالبة بالتنظيف، ولاقونا يوم الجمعة عند الساعة الخامسة والنصف على ساحة الشهداء لكي نميز بين المحسن والمسيء".

أما المفاجأة الأكبر شكلها موقف هيئة التنسيق النقابية التي نددت بالاعتصام ووصفته بالقرار المنفرد والمسيء الى الحراك الشعبي السلمي والحضاري.

أبلغت أوساط وزارية "النهار"، أن الرئيس تمّام سلام "أبلغ المتصلين به أنه لن يقبل تحت أي ظرف من الظروف باستقالة وزير البيئة ، وانه طالب البعثات الديبلوماسية في لبنان بـعدم صبّ الزيت على النار". كما "توقعت هذه الاوساط استمرار الحركة الاحتجاجية وربما تصاعدها، لمحت الى أن موضوع إعلان حال الطوارئ مطروح للبحث".

مجلس الأمن و"طلعت ريحتكم"

حظي الحراك المحلي باهتمامً دولي من قبل الامم المتحدة. واطّلعت "النهار" من "مصدرين ديبلوماسيين في نيويورك أن مجلس الأمن قرر عقد جلسة طارئة اليوم في شأن لبنان. هذه الجلسة من خارج جدول أعمال المجلس لشهر أيلول الجاري وهدفها الاستماع الى إحاطة من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ عن التطورات الأخيرة التي تشهدها البلاد، وخصوصاً لجهة الاحتجاجات الشعبية على فساد الطبقة السياسية. وستقدم كاغ هذه الإحاطة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من بيروت. ولم يتقرر على الفور ما إذا كان مجلس الأمن سيصدر أي بيان أو موقف من هذه التطورات. وأكد ديبلوماسي آخر أن الدائرة السياسية لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة، والتي يرأسها جيفري فيلتمان، كانت هي الداعية الى هذه الجلسة "لمعرفة أبعاد التحركات الجارية ".

طاولة الحوار ونسبة النجاح!

على صعيد آخر، يعيد الرئيس بري إطلاق طاولة الحوار الوطني بالتزامن مع موعد الجلسة الـ 28 المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم محددًا التاسع من أيلول الجاري موعداً لجلسة الحوار الاولى. كما وجّه الدعوات الى 17 شخصية مدعوة للمشاركة بالإضافة الى رئيس الوزراء تمّام سلام. وصرّح بريأن "نسبة نجاح مؤتمر الحوار هي بمعدل صفر أو مئة، وهو من آخر الفرص الانقاذية أمام اللبنانيين للخروج من هذه الازمات".

وفي معلومات حصلت عليها جريدة "الأخبار"، اتصل بري بالرئيس سعد الحريري متمنيًا عليه المشاركة شخصيًا في طاولة الحوار، "فوعده بدراسة الامر، على ان يكلف من يمثله في حال تعذر حضوره".

كما أعلن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أنّه سيشارك "في طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري"، مشيراً الى "أننا نريد ان نرسخ شرعية ثابتة لا شرعية مزورة". وأضاف أن "رئيس الجمهورية يجب ألا يكون مرهونا لأحد، ونحن نطالب بالانتخابات المباشرة للتحرر من الارتهان الداخلي والخارجي".

وأعلن وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الموجود في بيروت، عن دعم إيران للمبادرة: «إنّ الجمهورية الإسلامية تثَمّن وتقَدّر عالياً المبادرة السياسية الوطنية التي أطلقَها دولتُه أخيراً، هذه الدعوة التي تشدّد على الحوار الوطني والشامل والبنّاء، والتي تؤدّي الى استكمال آليات العمل السياسي في هذا البلد...إنّ طهران تدعم بكلّ قوّة استكمال آليّات العمل السياسي في لبنان». وأكّد استمرار بلاده «في بذلِ كلّ ما أوتيَت مِن قوّة للمساهمة في توفير الوحدة والأمن والهدوء والاستقرار والرفاه للبنان واللبنانيين».

ملف النفايات

أما في ملف النفايات،باشرت اللجنة التي يترأسها الوزير أكرم شهيب البحث في المعطيات المتوافرةللوصول الى حلول مستدامة لملف النفايات، آخذة في الاعتبار كل الأبعاد المالية والعلمية والبيئية والصحية والاقتصادية، بالتّزامن مع عامل الوقت الضيق.

وفي اجتماع لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع وفد من رؤساء بلديات وادي خالد واتحاد بلديات جبل اكروم، تم مناقشة الملف الإنمائي لعكار. وعلى الأثر، وقال رئيس بلدية الهيشة احمد العلي: "نحن جزء اساسي من حل ازمة النفايات لأن بيروت هي العاصمة ويجب توزيع نفاياتها على كل المناطق، لكونها واجهة لبنان، ونحن في عكار نتحمل جزءاً من هذه النفايات". وعن مكب سرار، أوضح أن "المكب موجود أصلاً ويستقبل يومياً 500 طن، وأكد لنا الوزير ان المكب قد يتحول مطمراً بيئياً وصحياً وستعالج النفايات في بيروت قبل نقلها الى سرار بعد كبسها".

تسليم السعودية المغسل وفقًا للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب

استنَد وزير العدل أشرف ريفي الى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، لإصدار قرار معلّل ومفَصّل، تمّت بموجبه عملية تسليم المغسل، بعد ثبوت شخصيته ومطالبة السعودية باسترداده بأسرع وقت

وحضرَت طائرة خاصة سعودية إلى مطار بيروت لنقله الى السعودية. يذكر أن من حوالي شهر، ورَدت إلى شعبة المعلومات معلومة من مصدر عالي المصداقية عن قدوم المتّهم السعودي الأوّل بتفجيرات الخبر أحمد المغسل، من طهران الى بيروت بجواز سفر ايراني. فاستعدّت الشعبة جيّداً، واستطاعت القبض عليه فوراً واقتياده الى المقر العام لقوى الأمن الداخلي للتحقيق.

الأربعاء 2 أيلول 2015