­

Notice: Undefined index: page in /home/lbnem/domains/monliban.org/public_html/monliban/ui/topNavigation.php on line 2

ضربات قاسية على حزب الله

لعلّ ما زاد تكثيف التساؤلات حول تداعيات الحرب المنهجية الإسرائيلية على الحزب أنه رغم مرور ثلاثة أيام على اغتيال السيد نصر الله لم يصدر الحزب حتى البارحة بيانًا يتعلّق بموعد ومكان تشييعه. وعزي عدم إعلان موعد التشييع إلى احتمال اتّخاذ إجراء استثنائي قد يفرض تشييعه بعيدًا من مراسم عامة الآن تجنّبًا لمشاركةٍ جماهيرية ضخمة في ظلّ الهجمة الحربية، ناهيك عن تعذّر مشاركة المسؤولين والقادة في الحزب.

ونقلت «رويترز» عن مصدرَين أنّ «جثّة نصر الله لا تظهر عليها آثار جروح، ويبدو أن سبب الوفاة هو شدّة الانفجار»، فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن الاستخبارات العسكرية أن نصر الله تواجد بمكانٍ من دون تهوئة ودخلت غازات القصف إلى غرفته واختنق. ونعى «حزب الله» رسميًا أمس كلًّا من نائب رئيس المجلس التنفيذي نبيل قاووق والقيادي في «الحزب» علي كركي.

وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أنه «إلى جانب نصر الله وكركي تمّ القضاء على أكثر من 20 عنصرًا آخرين برتب مختلفة اجتمعوا داخل ذلك المقرّ تحت الأرض في ضاحية بيروت الجنوبية وأداروا من هناك القتال ضد دولة إسرائيل». وأضاف أن «من بين قادة «حزب الله» البارزين الذين تمّ القضاء عليهم: إبراهيم حسين جزيني قائد وحدة تأمين نصر الله. سمير توفيق ديب مستشار نصر الله لسنوات عديدة. عبد الأمير محمد سبليني مسؤول بناء القوّة في «حزب الله». علي نايف أيوب مسؤول إدارة النيران في الحزب». (النهار)

ولا يبدو حسب مواقف قيادة حزب الله بعد اغتيال السيد نصر لله أن هناك تغييرات مبدئية في توجّهات الحزب، ولكن قد تفرض الوقائع السياسية والعسكرية الجديدة التعاطي مع الطروحات السياسية الجديدة تغييرًا في تكتيك التعاطي معها وقد لا تشهد أي متغيّرات، وذلك حسب ما سيطرحه الوسطاء العرب والدوليون وما يقبله أو لا يقبله الكيان الإسرائيلي أو الجانب الفلسطيني وبالتالي حزب الله.

وفي كلّ الأحوال ما قبل استشهاد السيد حسن نصر لله سيكون غير ما بعده، لجهة تعاطي الحزب مع المستجدات حسب الوقائع اليومية وحسب الطروحات والتوجّهات السياسية. وثمة من يربط تعيين القيادة الجديدة والتوجّه الجديد للحزب، بما «تنصح» به إيران وبما يواكب المرحلة الإقليمية المقبلة وما يتخلّلها من مفاوضات حول وضع المنطقة ككلّ عدا الملفّ النووي، انطلاقًا مما نُقل عن الحرس الثوري «بأن الأولوية هي الآن لتشكيل هيكل قيادي لحزب لله، وإنشاء شبكة اتّصالات آمنة». وما نقل عن رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان «بأن طهران لا يجب أن تنجرّ إلى حربٍ أوسع نطاقًا في المنطقة»! (اللواء)

الإثنين 30 أيلول 2024