أما المشهد الداخلي، فطغى عليه تحرّك الكاردينال بارولين الذي ينهي زيارته لبيروت اليوم بعدما اتّسم يومه الرابع أمس بطابعٍ رسمي علني بحيث زار رئيسَي مجلس النواب والحكومة. وتحدّثت معلومات عن أن الكاردينال بارولين التقى بعيدًا من الأضواء في السفارة الفاتيكانية في حريصا العديد من الزعماء والشخصيات السياسية لاسيّما منها المسيحية وتناولت اللقاءات سبل الخروج من الأزمة الرئاسية.
ووصف الكاردينال بارولين لقاءه مع الرئيس نبيه برّي أمس بأنه «كان جيدًا، وتحدّثنا عن الوضع في لبنان والحلول المحتملة وليس من المستبعد إيجاد الحلول لكنها ليست مهمّتي إنما هي مهمّة السياسيين، كما نقلنا لرئيس المجلس رغبة قداسة البابا وسعادته بانتخاب رئيسٍ للجمهورية في أسرع وقت ممكن». ولوحظ تشديده على أن الحلّ يبدأ من لبنان إذ قال: «نعم هناك أبعاد داخلية للأزمة وكذلك أبعاد خارجية لكن الحلّ يبدأ من هنا وفي لبنان».
واعتبر أن «المشكلة هي مسؤولية الجميع، وطبعًا المسيحيون تقع عليهم مسؤولية لاسيّما في مسألة انتخاب الرئيس لكن بالطبع هم ليسوا وحدهم، هناك فئات وأطراف أخرى من المجتمع كلّهم يجب أن يتحمّلوا المسؤولية».
أما في بيانه الذي تلاه في مؤتمرٍ صحافي مشترك مع الرئيس نجيب ميقاتي، فشدّد على أن «الكرسي الرسولي قلق لجهة الفراغ الحالي في سدّة رئاسة الجمهورية، لأنه من المهمّ جدًا لكلّ بلد أن يكون هناك رئيس، فهذا الأمر ليس فقط إمكانية بل هو ضرورة وفي لبنان هو ضرورة ملحّة».
وقال «إن الرئيس هو وحده رئيس الدولة ورمز وحدة البلد، وهو من يحفظ احترام الدستور واستقلال البلد وسلامة أراضيه. آمل بأن تتمكّن الأطراف السياسية من أن تجد حلًّا في أقرب وقت ممكن، من خلال احترام الدستور وكرامة الشعب اللبناني المتعب والقلق والذي يشعر قليلًا بالإذلال نتيجةً لهذا الفراغ الدستوري، بالإضافة إلى أن الأزمة الاقتصادية لا تنفك تزداد وتفاقم الفقر والهجرة في لبنان».
واعتبر رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط «أن مبادرة الفاتيكان لا تأتي من العبث أو الفراغ بل تهدف إلى التأكيد على الحوار وهي عين العقل في أدقّ مرحلة من تاريخ لبنان ومصيره، وبالتالي فإن مقاطعة الكاردينال بيترو بارولين من بعض الأطراف الدينية والسياسية هو موجّه إلى البابا فرنسيس الحبر الاستثنائي في تاريخ روما». (النهار)
يشار إلى أن المطران بارولين التقى فور وصوله الأحد رئيس التيّار الوطني الحرب النائب جبران باسيل لمدّة ساعتَين، جرى خلاله البحث بالوضع المسيحي، وعوائق انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، كما التقى بارولين شخصيتَين وازنتَين بعيدًا عن الإعلام (إحداهما المرشّح الرئاسي سليمان فرنجية) والثانية (شخصية قريبة من أحد الأحزاب المسيحية اليمينية). (اللواء)
وتحدّثت معلومات صحافية عن أن «الكاردينال بارولين التقى في لبنان أقلّه ٣ شخصيات سياسية وازنة بعيدًا عن الكاميرات واستمرّ اللقاء بينه وبين أحد رؤساء الأحزاب ساعتَين»، علمت «المركزية» أن اللقاء مع إحدى الشّخصيات الوازنة في مسار الانتخابات الرئاسيّة، في السّفارة البابوية هدف إلى توجيه رسالة واضحة بضرورة تسهيل انتخاب رئيس جامع لا رئيس ينحاز إلى محور. (البناء)