جلسة ملفّ النزوح نحو إجماع
الأبرز في أي توصية قد تصدر عن الجلسة أو تستبق انعقادها سيتمثّل في حجم التوافق السياسي ورمزيته حيالها بحيث تشكّل رسالة ذات وقع قوي داخليًا وخارجيًا. وتبدو الأجواء قبل ثلاثة أيام من الجلسة النيابية مائلة إلى استمرار التفاؤل بالتوصّل إلى هذا «الاختراق» النيابي والسياسي في حال اكتماله طبعًا، بما قد ينعكس تشجيعًا لفتح مسالك سياسية مسدودة إذا قيّض للجلسة النيابية أن تمرّ من دون صدمات سلبية أو إخفاقات.
وأفادت معلومات بأن رئيس مجلس النواب نبيه برّي كلّف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل بالتواصل مع سائر الكتل النيابية لاستطلاع رأيها حول التوصية التي ستخرج عن جلسة مناقشة النزوح النيابية المقرّرة الأربعاء. وأكّدت المعلومات أن خليل لم يضع أي تصوّر أو أي ورقة سيعرضها على الكتل، إنما سيسأل كلّ كتلة من دون استثناء عن مطلبها من الحكومة بخصوص ملفّ النزوح. وسيبدأ جولة اتّصالاته لتوحيد الرؤية. ولفتت إلى أن هذه الخطوة تمّ تنسيقها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي سيتعاطى بإيجابية مع توصية مجلس النواب وسيعمل على تنفيذها. (النهار)
وحسبما توافر من معلومات فإن حركة الاتّصالات النيابية وبين الكتل، بعد زيارة الرئيس ميقاتي إلى عين التينة، واجتماعه مع الرئيس نبيه برّي تتركّز على:
1- عدم إضاعة المساعدة المالية الأوروبية للبنان، نظرًا للكلفة الكبيرة التي يتكبّدها من أجل إيواء النازحين السوريين، وتوفير ما يقدر على توفيره لهم.
2- جلاء ما إذا كان هناك من «شروط خفية» أو تفاهمات لم يُكشف عنها، وبالتالي الخروج من الجلسة بأقل قدرٍ من الخلافات، وعدم توفير الفرصة لأي جهة لتعكير وضعية الاستقرار اللبناني، وحتى العلاقات مع المجموعة الأوروبية عشية مؤتمر بروكسيل حول النازحين أواخر الشهر الجاري.
وكشف مصدرٌ نيابي مقرّب من الاتّصالات أن التوجّه هو: بلورة موقف نيابي ووطني يجمع ولا يفرِّق. وأفادت مصادر سياسية مطّلعة لـ«اللواء» أن هناك خشية من صدامٍ بين الكتل النيابية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أخذ على عاتقه تجنّب إطلاق مواقف أو ردود على تصريحات من الهبة. (اللواء)
وقالت مصادر مطلّعة لـ«الجمهورية» أن لبنان ليس مرتاحًا إلى هذه الهبة المقسّطة والهزيلة، إذ أنه كان يتطلّع إلى أن تكون أكثر حجمًا من ذلك بما يعوّض عليه ما تكبّده من تكاليف بعشرات المليارات من الدولارات على النازحين منذ بداية النزوح، في الوقت الذي حصلت تركيا والأردن ودول اخرى استقبلت نازحين بأعداد قليلة لا تُقاس مع الأعداد التي استقبلها لبنان ولا يزال، على عشرات المليارات من الدولارات تحت طائلة تهديد الأوروبيين بتسهيل هجرة هؤلاء النازحين إلى الدول الأوروبية، فيما نالَ لبنان من البرلمان الأوروبي قرارًا بتوطين هؤلاء النازحين على أراضيه.
وإذ أكّدت المصادر أنّ خيار رفض هذه الهبة الأوروبية سيكون من بين الخيارات المطروحة أمام الجلسة النيابية بعد غد، لأنّ رئيس الحكومة لن يبقل باتّهامه بأنه ألزمَ لبنان بقبول «رشوة» أوروبية بمليار يورو مقابل سكوته على ملفّ النازحين وتحمّله كلّ تبعاته خدمةً لمصالح الدول الأوروبية. (الجمهورية)
وزير الخارجية السوري فيصل المقداد كان وجّه رسالة لنظيره اللبناني عبد الله بو حبيب الذي يشارك في المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية في بروكسل، معتبرًا أن سورية ستقدّر «إصرار لبنان على أن يتمّ الوفاء بأي تعهّدات يمكن أن تقطعوها بالتنسيق مع الحكومة السورية أو من خلال مكاتب الأمم المتّحدة ووكالاتها والمنظّمات الدولية المعتمدة في دمشق حصرًا، آخذين في الاعتبار عدم إمكانية ضمان وصول المساعدات الإنسانية التي تُقدّم في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية إلى مستحقيها من المدنيين السوريين». (البناء)
ومن إملاءات الأسد إلى التحضيرات الجارية لعقد الجلسة النيابية بعد غد الأربعاء، فقد علمت «نداء الوطن» أنّ التواصل جارٍ على قدمٍ وساق بين جميع الكتل كي يتجاوز الكلام في الجلسة موضوع «هبة الميار يورو» المثيرة للجدل، إلى حدّ وصفها بأنها «رشوة» قدّمها الاتّحاد الأوروبي إلى لبنان كي يبقي النازحين السوريين على أرضه.
ولفتت إلى أنّ هناك «طموحًا أن تتّسم الجلسة بطابع وطني تظهر خلالها مكوّنات المجلس، على الرغم من انقسامها العمودي حول أكثر من ملفّ يبدأ بسلاح «حزب الله» ولا ينتهي برئاسة الجمهورية، فتظهر في لحظات نادرة على انها متوافقة على عدم استمرار النزوح السوري وترحيل النازحين غير الشرعيين وعدم الخضوع لأية إرادة دولية على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية العليا».
وخلصت المصادر إلى التأكيد على «المساعي لتحويل الجلسة من تقنية إلى جلسة توصيات وطنية تؤدّي إلى تفكيك قنبلة النازحين الموقوتة». (نداء الوطن)
الإثنين 13 نوار 2024