عودة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان-إيف لودريان في 11 أيلول الحالي، تأكّد هذا الموعد رسميًا أمس من باريس في ما يعني أن مطلع الأسبوع المقبل سيشكّل بداية "الفصل 3" من مهمّة الموفد الاستثنائية التي أوكلها إليه الرئيس إيمانويل ماكرون، ولو أن شكوكًا واسعة تسود حيال أن تكون "الثالثة ثابتة" بإزاء نجاح لودريان في اختراق الأزمة الرئاسية اللبنانية المستعصية على الوساطات والحوارات والمبادرات المختلفة حتى اللحظة.
وبالعودة إلى مهمّة لودريان قال مقرّبون منه أمس لوكالة فرانس برس إنّ وزير الخارجية الأسبق "سيكون في لبنان الإثنين"، دون مزيد من التفاصيل حول برنامجه.
وأفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني أن لودريان في جولته الثالثة على القوى السياسية الفاعلة سيتولّى البحث بشكلٍ ثنائي مع كلّ الأطراف حول نظرتهم واستنتاجاتهم للتوصّل إلى حلٍّ يؤدّي إلى سدّ الفراغ الرئاسي وفق ما جاء في الأجوبة التي قدّموها ردًّا على تساؤلاته ومن خلال لقاءاته مع هذه الأطراف خلال جولتَين من المحادثات. وكان مصدرٌ رفيع في قصر الإليزيه أكّد بعد ظهر الأربعاء الماضي في سياق عرضه مشاركة الرئيس ماكرون في اجتماعات مجموعة الدول العشرين في الهند من ٩ إلى ١١ أيلول أن "المباحثات ستطرق إلى ملفّ لبنان بالتأكيد لكن لا يمكنني الجزم مسبقًا بمحتوى محادثاته، لكن تعلمون أين هي اهتماماتنا بلبنان وما هو موقفنا. لذلك فإن الرئيس سيعمل مع محمد بن سلمان لتعزيز مهمّة جان-إيف لودريان في لبنان. وأنتم تعلمون أن جان-إيف لودريان ذهب إلى المملكة السعودية لإجراء مباحثات حول ذلك وسنواصل معًا المضي قدمًا بشأن هذا الموضوع".
ولذا يمكن الاستنتاج أن باريس تعوّل على دعمٍ سعودي فاعل لمبادرتها من أجل انتخاب رئيس لجمهورية في أقرب وقت ممكن، ومبادرتها تنطلق من شبه تفاهم بين أعضاء المجموعة الخماسية خصوصًا أن المخاوف الأمنية بدأت تتصاعد من جراء وضعٍ إقليمي هشّ. وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ"النهار" أن المجموعة الخماسية ستلتئم على هامش الجمعية العمومية للأمم المتّحدة خلال النصف الثاني من شهر أيلول الجاري، وستضع في اجتماعها اللمسات الأخيرة على شروط الحلّ بعد أن يكون لودريان اجتمع مع القوى السياسية اللبنانية في مسعاه الضاغط للخروج من التعطيل الرئاسي. وقد يصدر عن اجتماع الخماسية كما في الاجتماع السابق بيان يحدّد خارطة الطريق للوصول إلى حلٍّ للأزمة اللبنانية وشروط المجموعة لتقديم المساعدات اللازمة لإنعاش الاقتصاد.
يشار إلى أنه في إطار التحرّكات الداخلية عقد اجتماع بين عدد من نواب المعارضة و"التيّار الوطني الحرّ" جرى خلاله تأكيد الطرفَين استمرار تقاطعهما على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. (النهار)
ويبدأ محادثاته الثلاثاء (12 أيلول)، بدءًا من رئيس المجلس إلى سائر الأطراف المدرجة على جدول أعماله، والبحث سيتطرّق حكمًا إلى دعوة برّي للحوار التي تكسب مؤيّدين، وإن لم يسجّل أمس أي تطوّر نيابي باتّجاهها، باستثناء الموقف الذي أعلنه في جلسة مجلس الوزراء الأولى قبل ظهر أمس الرئيس نجيب ميقاتي، بدعم الحوار في المجلس، وتشجيع تلاقي القوى السياسية، لإجراء بحثٍ جاد يُفضي إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، فيكتمل عقد المؤسّسات لأن لبنان الصيغة والكيان، لا تستوي العدالة السياسية فيه إلَّا بتكامل مكوّناته الوطنية.
وكشفت مصادر واسعة الأطراف لـ«اللواء» أن الجهد الدولي-العربي (الفرنسي والسعودي) على وجه الخصوص سيتزاحم لإنضاج الطبخة الرئاسية، مشيرةً إلى أن لبنان سيدخل مرحلة فاصلة بين 17 أيلول و27 أيلول، عنوانها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى.
وتوقّعت المصادر إن يسرع إعلان موعد عودة لودريان إلى لبنان لتسلّم أجوبة الكتل والنواب على رسالته، تسليم أجوبة الذين وجّهت إليهم هذه الرسائل، ومعظمهم لم يعلن أنه سلّم أجوبته للسفارة الفرنسية، بينما اكتفت المعارضة بالبيان الذي وقّع عليه ٣١ نائبًا، والذي انتقد مضمون الرسالة وأبدى رفضه لها.
وعلّقت المصادر أهمية على اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين في نيودلهي، والمتوقّع أن يبحث خلاله في مسار مهمّة لودريان وإعطاء دفع لها بالتنسيق مع دول اللقاءالخماسي.
وقد افادت المعلومات أن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري غادر إلى باريس عشية اللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند، وذلك على اعتباره من الفريق العامل على الملفّ الرئاسي اللبناني في اللجنة الخماسية.
وبدا أن حزب الوطنيين الأحرار يرغب بالمشاركة في الحوار، شرط أن يكون محصورًا بموضوع انتخاب رئاسة الجمهورية، وفوق الطاولة، وليس في الخفاء، وعلني بحضور السلك الدبلوماسي المعتمد في لبنان. (اللواء)