لودريان العائد بالكوّة الجديدة
وسط هذه الأجواء شرع الموفد الرئاسي الفرنسي جان-إيف لودريان بجولته الجديدة في بيروت منطلقًا هذه المرّة من طرح الدور الفرنسي في إطارٍ مختلف عن السابق إذ علمت «النهار» أنه طرح على الذين التقاهم فكرة حوار يعقد في أيلول في مقرّ السفارة الفرنسية يتمّ خلاله الاتّفاق على مواصفات الرئيس وليس على الاسم على أن يتمّ الذهاب بعد ذلك مباشرةً إلى مجلس النواب وفتح جلسات متتالية من دون تعطيل بما ينتج انتخاب رئيس الجمهورية. واللافت أن لودريان أصرّ خلال لقاءاته على الحصول على جواب ضمن اللقاء وعدم أخذ وقت للأخذ والردّ. كما أنه لم يأتِ على ذكر المبادرة السابقة أو أي اسم.
وزار لودريان أولًا عين التينة، حيث التقى الرئيس برّي في حضور السفيرة الفرنسية آن غريو واستمّر اللقاء لأكثر من خمسٍ وأربعين دقيقة. ووصف برّي اللقاء مع الموفد الفرنسي بأنه «جيد» وقال: «يمكننا القول إن كوّة في جدار الملفّ الرئاسي قد فتحت». وبعدها التقى لودريان في قصر الصنوبر تباعًا رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط ثم التقى رئيس الحزب النائب سامي الجميّل ثم رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض. وسيكمل لودريان لقاءاته اليوم وأبرزها مع الدكتور سمير جعجع والنائب جبران باسيل.
وبدا لافتًا استبعاد الرئيس ميقاتي هذه المرّة من جدول لقاءات لودريان إذ أوضحت دوائر رئاسة الحكومة أن لا لقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ميقاتي ولودريان واجتماعاته ستقتصر فقط على المعنيين مباشرةً بانتخاب رئيس للجمهورية. (النهار)
وقالت هذه المصادر أن هذه الزيارة تهدف إلى الاستفسار عن إمكانية تحقيق أي تقدّم في هذا الملفّ من خلال إعادة النظر بالخيارات الرئاسية المطروحة والتفكير في أسماءٍ جديدة مطروحة في الرئاسة، مؤكّدةً أن الموفد الرئاسي لم يخرج عن مضمون بيان اللقاء الخماسي بشأن الأصول الدستورية المعتمدة لانتخاب رئيسٍ للبلاد.
وعلى جدول لقاءات لو دريان البطريرك الماروني بشارة الراعي، والتيّار الوطني الحرّ، والقوّات اللبنانية (ظهر اليوم اللقاء مع سمير جعجع)، وحزب وحزب الله وقوى سياسية وكتل نيابية اخرى، منها بعض «نواب التغيير» بعد ظهر اليوم. وحسب معلومات «اللواء» سيلتقي لودريان النواب أحمد الخير والدكتور عماد الحوت وعبد العزيز الصمد عند السابعة والنصف مساء اليوم ممثّلين «للقاء النيابي المستقلّ» الذي يضمّ عشرة نواب. فيما قالت أوساط رئاسة الحكومة: أن لا لقاء بين ميقاتي ولودريان واجتماعات الموفد الفرنسي تقتصر فقط على المعنيين مباشرةً بانتخاب رئيس للجمهورية.
وقال النائب المستقلّ الدكتور غسّان سكاف لـ«اللواء»: إنه لن يلتقي لودريان، وإن لودريان لم يحضر بصفته موفدًا فرنسيا هذه المرّة بل موفد لجنة الدول الخمس لينقل للمسؤولين اللبنانيين تفاصيل دقيقة حول اجتماع الخماسية والبيان الذي صدر عنها والذي وضع حدًّا للكلام عن تباينات داخل اللجنة، والذي أعلن صراحةً نهاية المبادرة الفرنسية ولم يتطرّق إلى عقد طاولة حوار. وحسب معلوماتنا فإن الخماسية لم تطرح أي اسم لرئاسة الجمهورية. وأي رئيس للجمهورية يجب أن يحظى بتوافقٍ خارجي أولًا ثم داخلي. لذلك أعتبر أن زيارة لودريان هي استطلاعية جديدة ولرفع العتب وملء الفراغ والوقت لحين حصول تراجع في مواقف بعض القوى السياسية والتوافق على اسم الرئيس. (اللواء)
بعض من التقوا لودريان قالوا إن «الأجواء هذه المرّة أفضل من الزيارة السابقة». وقد تعدّدت التفسيرات لهذه «الإيجابية»، ونُقل عن النائب ميشال معوّض أن الإيجابية مردّها إلى أن «لودريان لم يتحدّث عن ترشيح فرنجية هذه المرّة»، مع تفسير بأن هذا قد يمثّل تراجعًا فرنسيًا عن المبادرة أو إقرارًا بعدم إمكانية انتخابه. وقال متّصلون بالموفد الفرنسي إنه «عرض نتائج اجتماع الدوحة ولقاءاته في المملكة العربية السعودية»، وأكّد «ضرورة حصول حوار بينَ اللبنانيين للوصول إلى حلّ» لا أكثر، ولم يكن حاملًا لأيّ مبادرة ولم يتحدّث عن حصول تقدم في الموقف الخارجي. (الأخبار)
في معلومات لـ«نداء الوطن» بما يتّصل بالاستحقاق الرئاسي، أنّ الموفد الفرنسي طرح على من التقاهم موضوع تنظيم حوار في أيلول المقبل يستضيفه قصر الصنوبر، وسيكون هدفه البحث في مواصفات رئيس الجمهورية المقبل من دون طرح الأسماء، على أن يلي الحوار انعقاد الجلسة الـ13 لانتخاب الرئيس الجديد. ولدى سؤال مصادر المعلومات لماذا الحوار في أيلول وليس في آب الذي شارف على الحلول؟ رجّحت أنّ السبب هو إعطاء فريق الممانعة فرصة لإيجاد مخرج لسحب مرشّحه سليمان فرنجية. ولاحظت المصادر أن لودريان لم يذكر المبادرة الفرنسية السابقة.
وحاولت «نداء الوطن» معرفة أبعاد عبارة برّي حول «الكوّة»، فلم تجد في أوساطه من يفسّرها لعدم وجود معطيات، علمًا أنّ هذه العبارة تناقض ما صرّح به أمس حول تمسّكه بترشيح فرنجية. وهذا ما يرجّح أنّ المقصود مجرّد «بثّ أجواء إيجابية».
أما معطيات «حزب الله» فتفيد أنّ لودريان باشر عرض ما انتهت إليه اللجنة الخماسية في الدوحة ولقاءاته في السعودية. وأوضح أنّ اللجنة أمهلته حتى تشرين الأول المقبل لإنجاز مهمّة الوساطة التي يقوم بها. وسيكون هدف الحوار، بحسب ما أورد «الحزب» منسوبًا للودريان، هو التركيز على شخصية الرئيس المقبل وبرنامج عمله للسنوات الست المقبلة. (نداء الوطن)
الأربعاء 26 تموز 2023