في جديد الحراك الرئاسي، في إطار التحرّك الذي يقوم به، التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أمس، أمين عام حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان في مقرّ الحزب في برج حمّود، وذلك بحضور النائب هاغوب ترزيان.
ووضع بو صعب بقرادونيان، خلال اللقاء، بجو النقاشات الحاصلة مع كلّ رؤساء الكتل التي زارها شارحًا الهدف منها، بحيث كان توافق بين الطرفَين على أهمّية ما يجري من تواصل وتطابق بوجهات النظر حول ما يطرح. وقد اتّفق الطرفان على متابعة النقاش واستكماله بمراحل مقبلة.
كما التقى تكتّل «الاعتدال الوطني» و«اللقاء النيابي المستقلّ» سفير دولة قطر إبراهيم السهلاوي، في حضور عدد من المستشارين والديبلوماسيين العاملين في السفارة. وتطرّق البحث إلى المستجدّات السياسية في لبنان والمنطقة، وتمّ الاتّفاق على ضرورة تفعيل التواصل مع الجميع وصولًا إلى انتخاب رئيس للجمهورية تمهيدًا لتشكيل حكومة وإعادة انتظام عمل المؤسّسات».
وشدّد الحاضرون على «أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتوافقٍ لبناني في أسرع وقت ممكن».
كذلك التقى الوفد النيابي لاحقًا السفير البخاري، وحسب معلومات «اللواء» أكّد السفيران «أن قلبَي بلدَيهما على لبنان وشعبه وأنهما إلى جانبه، وأن الأساس الانتهاء من حالة الفراغ الرئاسي الذي بات يشكّل خطرًا على البلاد، ولم ولن يطرحان أي مرشّحٍ للرئاسة ولا فيتو على أي شخص، ولينتخب اللبنانيون من يريدون ونحن نحكم لاحقًا على أداء الرئيس والحكومة ومدى تقاربهما مع الدول العربية».
كما أكد السفير البخاري أن بلاده تضع القوى السياسية أمام مسؤولياتها التاريخية للتوافق على شخصيةٍ مؤهّلة للرئاسة. فيما أشار السفير القطري السهلاوي إلى وجود تنسيق بين بلاده وبين المملكة السعودية في مقاربة الوضع اللبناني.
كذلك ذكرت المعلومات أن الوفد القطري الذي زار بيروت، التقى رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية في بنشعي ثم زار النائب فيصل كرامي في منزله في طرابلس، بهدف استطلاع الأراء وتقريب وجهات النظر بين الكتل وفتح ثغرة في جدار الأزمة بين الأطراف من دون الخوض في التسميات».
وأشارت المعلومات إلى أن «الوفد سيعود إلى بيروت قريبًا بعد أن استكمل مشاوراتِه مع الأطراف وقد يحمل معه طرحًا عمليًا للأزمة القائمة». (اللواء)
إلّا أن «ما دار بين الرجلَين لم يُرح جنبلاط»، بحسب مصادر مطّلعة قالت لـ«الأخبار» إن «البخاري تحدّث بشكل أظهر عدم اهتمام سعودي بالملفّ اللبناني، تاركًا الأمر لأصحاب الأمر. فلا مانع من التصويت لفرنجية ولا مباركة لانتخابه، هو أو أي اسم آخر»، وكأنه يقول «انتخبوا من تريدون وبعدها نقرّر كما حصل مع الرئيس السابق ميشال عون».
وقالت المصادر إن «الموقف السعودي زاد إرباك جنبلاط وأبقاه في مكانه»، كاشفةً أنه أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي زاره في عين التينة نهاية الاسبوع، أنه «لن يسير بفرنجية»، وأن «على الثنائي أن يؤمّن الغطاء المسيحي من إحدى الكتلتَين المسيحيتَين، القوّات اللبنانية أو التيّار الوطني الحرّ، لأنه لن يسير في تسويةٍ هما خارجها لاعتبارات لها علاقة بمناطق الجبل ولما يمكن أن ينتج من تسوية كهذه من تشظّيات مميتة». ويترافق هذا الجو مع حديث عن «مشكلة داخل الحزب الاشتراكي ترتبط بموقف النائب تيمور جنبلاط الذي لا يزال يرفض أن يكون جزءًا من التسوية، ويصرّ على رفض انتخاب فرنجية، ما يزيد من التعقيدات التي يواجهها جنبلاط، وخصوصًا أن بعض نواب كتلة اللقاء الديموقراطي يميلون إلى خيار جنبلاط الابن لا الأب».
يتردّد أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا قالت أمام مسؤولين لبنانيين إن على الأفرقاء انتخاب رئيس للجمهورية قبل تموز المقبل، معقّبةً بأن التلكوء سيفضي إلى أن يجد لبنان نفسه وحيدًا في المجتمع الدولي. بدا التنبيه نصيحة. بيد أنه ينطوي على تهديد أيضًا. (الأخبار)
تبعًا لذلك، يؤكّد مرجعٌ مسؤول لـ«الجمهورية» أن «الأفق الداخلي مسدود، ويؤكّد بما لا يقبل أدنى شك أن لا حلّ رئاسيًا من الداخل اللبناني، الذي لم يعد معنيًّا سوى بالمبالغات والتوتير السياسي والإعلامي». (الجمهورية)
وارتفاع منسوب الإيجابية بقرب إنجاز الاستحقاق الرئاسي وقد توقّع أكثر من مصدر سياسيّ لـ«البناء» انتخاب رئيس للجمهورية خلال الشهرَين المقبلَين بعد القمة العربية استنادًا إلى المعطيات الآتية من الإقليم لاسيّما التقارب السعودي-الإيراني والسعودي-السوري، مؤكّدة ارتفاع حظوظ رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية على الرغم من التعقيدات المحلّية التي سيتمّ تجاوزها في نهاية المطاف بأكثر من مخرج»، موضحةً أن فرنجية يشكّل نقطةَ تقاطع ومصلحةً مشتركة سعودية إيرانية سورية لا يستطيع أي مرشّح آخر ترجمة مصالح هذه «السيبة» الإقليمية. وأشارت أوساط ديبلوماسية لـ«البناء» إلى أن موسكو وبكين تدعمان انتخاب رئيس للجمهورية وتعملان مع طهران والرياض على توفير الظروف الملائمة لهذه التسوية والمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان وفي المنطقة برمتها. (البناء)
قالت مصادر مطّلعة إن معنيين داخليًا بالاستحقاق الرئاسي، تبلّغوا من أوساط دولية تتابع التطوّرات في لبنان عن كثب، أن على اللبنانيين الاستعداد للانتقال إلى الخطّة «ب» التي يبدأ فيها البحث عن مرشّح توافقي يلقى الإجماع عند الاقتراع لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية. وفي وقت لا يزال اسم هذا المرشّح غير معلن، بحسب هذه المعلومات، فإن حركة الاتّصالات جارية على غير صعيد، وتتمحور حول من هي الشخصية التي ستكون القاسم المشترك بين مختلف الأطراف في الداخل وتلقى القبول خارجيًا.
وكشف مصدرٌ دبلوماسي لـ«نداء الوطن» عن مسارَين هما: مسار عربي تقوده السعودية، وهو منسّق مع عواصم القرار، وفحواه أن الحكم هو على إداء السلطة السياسية في لبنان، ولا تفسيرات ولا تأويلات لهذا الموقف، لجهة اعتبار جماعة الثنائي الشيعي بأن الفيتو السعودي قد تمّ رفعه عن مرشّحه سليمان فرنجية. وضمن المسار العربي، ما أبلغه الوفد القطري الذي حضر أخيرًا إلى لبنان، من كلام واضح ومنسّق مع الرياض، ومع عواصم القرار، وخلاصته أن المطلوب من الثنائي البدء في البحث عن كيفية النزول عن شجرة ترشيح فرنجية.
المسار الثاني، هو غربي تمثّل بسحب الولايات المتّحدة تفويضها للجانب الفرنسي في ملفّ الاستحقاق الرئاسي، بعد تمادي باريس في الانحياز إلى مرشّح الممانعة.
وأوضح المصدر أن «مصلحة لبنان هي في استباق ما سينتج عن القمة العربية ببلورة الموقف اللبناني الموحّد من قضايا المنطقة، حتى لا يجد لبنان نفسه في موقع المتلقّي للحلول بدل أن يكون شريكًا في إنتاجها وصوغها». (نداء الوطن)