­

Notice: Undefined index: page in /home/lbnem/domains/monliban.org/public_html/monliban/ui/topNavigation.php on line 2

جولة عبد اللهيان

وفي السياق نفسه لم تترك محطّات الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للبنان منذ يومَين، معالم أي تبديل في المشهد على رغم محاولة الجانب الإيراني الإيحاء شكلًا بقدرته على التأثير في الأجواء السياسية لمصلحة موقف حلفائه اللبنانيين كما برز ذلك عبر «الجَمعة» النيابية التي عقدت في السفارة الإيرانية وكانت حصيلتها حضورًا غالبًا لكتل «الممانعة».

عبد اللهيان كان بدأ جولته أمس على المسؤولين من الخارجية بلقاء نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب. وتطرّق من هناك إلى الملفّ الرئاسي فقال «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لطالما تمنّت الخير للبنان، ونحن نشجّع جميع الجهات في لبنان على استكمال العملية السياسية وتسريع العملية الانتخابية في هذه الدولة المهمّة في المنطقة»، ورأى أن «المسؤولين في لبنان وكلّ الأحزاب السياسية والجهات في هذا البلد لهم القدرة والكفاية اللازمة على التوصّل إلى اتّفاق وإجماع بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، وسندعم أي انتخاب وأي اتّفاق يحصل بين جميع الجهات في لبنان وندعو الأطراف الأجنبية كافة لدعم هذا الانتخاب من دون أي تدخّل في الشأن الداخلي».

واذ أعرب بو حبيب عن «تفاؤله بأن كلّ اتّفاق بين دول الجوار هو جيد للبنان ونتائج الاتّفاق السعودي-الإيراني لا تنحصر بفتح السفارات فحسب، إنما أيضًا لها انعكاسات في اليمن ولبنان وعلى القضية الفلسطينية، ونتمنى أن تكون إيجابية»، كشف عن عرضٍ قدّمه الوزير عبد اللهيان «للمساعدة في قطاع الكهرباء وفي تقديم هبة نفط» وقال «طبعًا إن وزارة الخارجية ليست وزارة تنفيذية وليست مسؤولة مباشرةَ عن ذلك، لكنني هذه المرّة أيضًا سأنقل هذا العرض إلى المسؤولين المعنيين من الزملاء في الحكومة، كما أن هذا الموضوع سيبلغه الوزير عبد اللهيان لرئيس الحكومة».

ووفق معلومات «النهار»، فإنّ القوى النيابية الرئيسية التي دُعيت للّقاء مع عبد اللهيان شملت أحزاب الكتائب والتقدّمي الاشتراكي و«التيّار الوطني الحرّ» وبعض نواب تكتّل «الاعتدال الوطني» إضافةً إلى «حزب الله» وحركة «أمل». وقد استثنيت «القوّات اللبنانية» وكتلة «تجدُّد» النيابية من توجيه الدعوات، في وقت اعتذر حزب الكتائب عن عدم الحضور بعد تلمّسه استنسابية واضحة في تنظيم اللقاءات وعدم معرفته في تفاصيل الكيفية التي بنيت على أساسها المناسبة كما تغيب آخرون لم يتجاوز عدد الحضور الـ16 نائبًا. ونقل عن عبد اللهيان قوله خلال اللقاء إن «الحلّ الرئاسي يجب أن يكون لبنانيًا أولًا وأستغرب الخوف من العقوبات جراء تقديم إيران لمعامل الكهرباء».

وأوضح عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله الذي شارك في اللقاء، أن عبد اللهيان «كان مستمعًا أكثر منه متحدّثًا. فاستمع إلى مجمل أراء النواب. أما النقاط الأساسية التي تحدث عنها فهي أن إيران مستعدّة لمساعدة لبنان إذا تجنّب لبنان موضوع العقوبات واعتبرها غير أساسية، في مسألة الكهرباء وغيرها. وتحدّث عن أن لبنان سيستفيد من الجو الإيجابي السعودي-الإيراني تمامًا كسوريا، وأن طهران تقف خلف أي قرار يتّخذه لبنان بخصوص أي رئيس جمهورية، ومع أي أمرٍ يتوافق عليه اللبنانيون». (النهار)

انشغل الوسط السياسي أمس، بخلفيات زيارة وزير الخارجية الإيراني امير حسين عبد اللهيان والعروض التي حملها في حقيبته، ومدى انعكاسها على الترتيبات الجارية في المنطقة، والأجوبة التي سمعها من المسؤولين اللبنانيين المعنيين.

إذًا، انشغل الوسط الرسمي والسياسي أمس بزيارة الوزير الإيراني ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين وبعض الكتل النيابية، وسط معلومات مفادها أن عبد اللهيان لم يحمل معه أيّ مبادرة إنّما كان البحث في الاتّفاق السعودي -الإيراني ونتائجه الإيجابية المرتقبة على دول المنطقة، ومن بينها لبنان.

وأعلن أنه سيعقد اليوم الجمعة مؤتمرًا صحفيًا في السفارة الإيرانية في بيروت يتحدّث فيه عن نتائج زيارته، وستكون له جولة في الجنوب قبل التوجّه إلى دمشق.

وعلمت «اللواء» أن جولته ستشمل حديقة بلدة مارون الراس عند الحدود مع فلسطين المحتلّة ويدلي بتصريحٍ من هناك، إضافةً إلى زيارة بنت جبيل.

والتقى عبد اللهيان عصرًا في مقرّ السفارة قرابة 15 نائبًا يمثّلون حزب الله وحركة أمل والتيّار الوطني الحرّ والحزب التقدّمي الاشتراكي، وحزب الاتّحاد وجمعية الأحباش، وبعض المستقلّين، وتحدّث أمامهم عن أهمّية الاستقرار في لبنان ودعم إيران لكلّ ما يقرّره اللبنانيون لانتخاب رئيسٍ للجمهورية من دون أي تدخّل أجنبي لأن الانتخاب شأن لبناني داخلي. وأكّد أن بلاده تقف على مسافةٍ واحدة من جميع اللبنانيين، وستتبنّى وتدعم ما يتّفق عليه اللبنانيون. كما تناول اللقاء إمكانية تدخّل إيران لدى سوريا لتسهيل عودة النازحين. وتحدّث عن إيجابيات الاتّفاق الإيراني-السعودي واستفادة دول المنطقة ومنها لبنان من نتائجه. وكان مستمعًا أغلب الوقت لمواقف الكتل النيابية من مختلف التطوّرات اللبنانية.

واستغرب عبد اللهيان «الخوف اللبناني» من فرض عقوبات على لبنان في حال الاستفادة من العرض الإيراني الكهربائي. (اللواء)

كان البارز من الحضور مشاركة كتلة نواب «الاشتراكي» بالنائب بلال عبدالله. بالشكل سجّل غياب الدروز واقتصار الحضور المسيحي على خمسة نواب من أصل 17 نائبًا، هم ممثّلو «التيّار الوطني»، «الطاشناق»، «المردة»، فيما حضر نواب من الثنائي الشيعي والنواب حسن مراد وجهاد الصمد وفيصل كرامي، وتغيّب «نواب التغيير» و«الأحرار» و«الكتائب» والنائب نعمة إفرام.

واستمع عبد اللهيان في مستهل الجلسة إلى آراء النواب الحاضرين بمواضيع الساعة فعرض كلّ نائب وجهة نظره حول الاتّفاق الإيراني السعودي ورؤيته للوضع اللبناني، بينما استفسر النائب بلال عبدالله عن الاستراتيجية الدفاعية وطالب بمساعدة إيران في عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، وتمنّى «أن ينعكس الاتّفاق على لبنان ولا يكون هذا البلد منصّةً تستخدم للإساءة إلى الدول الصديقة للبنان».

ومن ثم أخذ عبد اللهيان الكلام ليؤكّد أهمّية اتّفاق بكين وانعكاساته الإيجابية على المنطقة. وكان لافتًا، وفق أوساط مشاركة، غياب المصطلحات التي درج عليها الجانب الإيراني في العلاقة مع الدول العربية، فلم يتحدّث عن «انتصارات» وغلبت على لهجته «الإيجابية» في الحديث عن المملكة. وتتابع المصادر قائلة: «بالشكل والمضمون، قدّم عبد اللهيان رسائل جديدة من وحي الاتّفاق الموقّع والمصالحات التي حصلت». (نداء الوطن)

الجمعة 28 نيسان 2023