توضيح بسيط لمن يريد لبنان في محوره
لا يزال الجدار اللبناني أصلب جدار في الشرق. لأن خطى الدهر رسمته، وأيدي الزمان زرعته في الأرض والتراب. وهو أخفى وراءه أسرارًا صعب على الكثيرين اكتناهها، ممن استسهلوا مدّ الأيدي إليه.
لا يزال الجدار اللبناني أصلب جدار في الشرق. لأن خطى الدهر رسمته، وأيدي الزمان زرعته في الأرض والتراب. وهو أخفى وراءه أسرارًا صعب على الكثيرين اكتناهها، ممن استسهلوا مدّ الأيدي إليه.
كان ميشال شيحا يقول إنّ استقرار لبنان وسعادة بنيه تكون بأن لا تنفرد طائفة على باقي الطوائف في حكم بلدٍ متعدّد الطوائف! لأن التعددية إثراء بالتنوّع، والانفراد هو انغلاق واستبداد! ولبنان هو رسالة الحرّية في الشرق فإذا اختلّ التوازن بين الطوائف اجتاحت الهزّات الأرضية لبنان.
تعمل الطبقة السياسية الأكثر تنظيمًا وخبرة على التلاعب بالحراك الثوري غير المنظّم. حراكٌ يخضع طبيعيًا لغرائزه المعيشية والطائفية والإيديولوجية فيسهل توقع ردّات فعله واستغلال تحرّكاته لتعود القوى نفسها المهيمنة على مقدّرات البلاد لتقدّم نفسها الحلّ بعد إجراء عمليات تجميلية فيقنع الشعب بما قدّر له.
مشروع الحريريَّة السياسيَّة، بالنسبة إلى أصدقائنا اليساريين، لم يكن إلَّا امتدادًا لما كان يقوم به الحريري في الخليج من عمل مقاول. لم يعرف الحريري كيف يتحوّل إلى مشروع رجل دولة. تمامًا كالشيعية السياسيَّة التي دخلت الدولة بعقليَّة اللادولة، فكان الإطباق الطائفي السني-الشيعي، مدعومًا بالطاعة الدرزيّة الممثّلة بالسياسة الجنبلاطيّة، كارثيًّا على مشروع بناء الدولة في لبنان.
1) بعد إعلان دولة لبنان الكبير في ١ أيلول ١٩٢٠، بمساحةٍ ثابتة هي ١٠٤٥٢ كلم٢، وحسب التعداد الديموغرافي السكّاني الرسمي لسنة ١٩٢١، فعدد سكان لبنان هو ٦٠٩٠٠٩ نسمة.
حسنًا فعل الإخوة الفلسطينيون في لبنان بعدم مشاركتهم إلّا لمامًا في الحراك الشعبي اللبناني الأخير، وذلك لما فيه مصلحتهم ومصلحة علاقتهم بالسلطة اللبنانية من جهة، ومصلحة الحراك نفسه من جهة أخرى، خاصة وأن
كان من مصلحة هذه الوصاية أنْ تكرّس معادلات هيمنتها التي تقوم على تكريس هزيمة المارونيّة السياسيَّة، وتعزيز مواقع حلفائها الذين كانوا في غالبيتهم من أطياف الإسلام السياسي (السنّي والشيعي والدرزي). لن أخوض غمار البُعد السياسي هنا، بل سأذهب مباشره للبُعد الاقتصادي. مشكلة اقتصاد لبنان ما بعد 1990 أنّه لم يكن له أرضيَّة ينطلق منها.
اِنتشر انتشارًا واسعًا استخدامُ عبارة
بغض النظر عمّا هو موقفك منهم، ومن مسيرتهم، لا يمكن لك، وأنت الباحث في تاريخ لبنان المعاصر، إلّا أنْ تنصت باحترام وبشغف، وبنظرة نقديَّة حتّى، لتجربة اليسار اللبناني، ولقيام بعض من أركانه بعمليّة نقدٍ ذاتي، ومحاولته فهم الواقع الحالي على ضوء هذه التجربة وهذه العمليَّة النقديّة.
كنتُ برفقة الشيخ بشير الجميّل يوم الْتقيتُ، لأوّل مرّة، بالدكتور شارل مالك. لا أذكر التاريخ. ولكنّ الاجتماع حصل في زمن المقاومة اللبنانيّة، وفي أعنف ظروفها. وبعد ذلك صِرنا، ثلاثتنا، على تواصلٍ دائم.