لبنان: صراع العقل والعاطفة
لا يكاد يمرّ يوم على لبنان، منذ تأسيسه وحتى اليوم، إلّا ويزداد شرخًا بين مكوّناته السياسية شكلًا والطائفيّة ضمنًا على المواضيع الإقليمية المتشعّبة والّتي تَعتبر كلّ فئة من اللبنانيين أنها معنيّة بها مباشرةً ولا قُدرة لها على الانسلاخ عنها، فالقضيّة الفلسطينية مثلًا لا يمكن فصلها عن فكر ووجدان الطائفة السنّية في لبنان، وهاجس التغيير الديمغرافي لا يمكن للمسيحي أن يتغاضى عنه بأي شكلٍ من الأشكال، أمّا الشيعة فهواجسهم المتشعّبة تبدأ في لبنان ولا تنتهي في العراق ولا حتى في أفغانستان، فكيف لهكذا تركيبة أن تعيش بسلام بعيدة عن كلّ المشاكل المحيطة بها؟